للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم - قال: "كُلّكم راعٍ، أي: لرعيته وجماعته وكُلّكم مسئول أي: يوم القيامة عن رعيته، أي: عما وقع له في حقهم من العدل والظلم، فالأميرُ الذي على الناس أي: كلهم أو بعضهم راعٍ عليهم وهو مسئول عنهم، والرجل راعٍ على أهله، وهو مسئول عنهم، وامرأة الرجل راعيةً على مال زوجها وولدها، وهي مسئولة عنهم، أي: عن مال زوجها هل أنفقت في محله أو غير محلة وعبدُ الرجل راعٍ على مال سيده، وهو مسئول عنه، وهذا تأكيد لما قبله مجملًا ومنفصلًا في صورة النتيجة، ولا يبعد أن يقال: والرجل وحده مسئول عن رعيته في أعضائه وهي السمع والبصر والرجل واللسان والأذن ونحو ذلك كما يشير إليه قوله في سورة بني إسرائيل: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: ٣٦] والحديث رواه أحمد (١) والشيخان (٢) وأبو داود (٣) والترمذي (٤) عن ابن عمر بلفظ: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده، وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع في مال الله، وهو مسئول عن رعيته، فكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيّته".

* * *

٩٩٣ - أخبرنا مالك، حدثنا عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الغادر يوم القيامة يُنصب له لِواء، فيُقال: هذه غُدْرة فلان".

• أخبرنا مالك، حدثنا عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الغادر أي: الناقض لعهده (ق ٩٩٤) المخلف لوعده وأصل الغدر ضد الوفاء


(١) أحمد (٣/ ٥، ٥٤).
(٢) البخاري (٢/ ٦) (٣/ ١٩٦) ومسلم (١٨٢٩).
(٣) أبو داود الخراج (ب) (١).
(٤) الترمذي (١٧٠٥).
(٩٩٣) حديث صحيح: أخرجه البخاري (٨/ ٥١) ومسلم في الجهاد (١٠) وأبو داود (٢٧٥٦) والترمذي (١٥٨١) وأحمد (٢/ ٤٨) والبيهقي في الكبرى (٨/ ١٥٩) (٩/ ٢٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>