للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الزبانية على جهنم تسعة عشر ملكًا، كما قال تعالى في سورة المدثر: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} [المدثر: ٣٠].

وأتباعهم لا يحصيهم أحد إلا الله، فمن قال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، كفاه الله تعالى بكل حرف منها واحدًا من الزبانية تسعة عشر ولا يسلطهم عليه ببركة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وكذلك الأذان يكفيه بكل كلمة منها واحدًا منهم.

وذكر الإِمام الغزالي في (شرح جنة الأسماء)، أن الخزنة لجهنم تسعة عشر على عدد حروف آية الرحمة، وهي تسعة عشر حرفًا جعلها الله تعالى برحمته جنة وسترًا من عذاب الخزنة، فإذا قال العبد: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فقد تستر بجنة الرحمة، ودخل في حصن الأمان، كذا قاله في (خواتم الحاكم).

من خواص بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:

عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن المعلم إذا قال للصبي المبتدئ بالعلم: قل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فقال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، كتب الله براءة للصبي، وبراءة لأبويه، وبراءةً للمعلم عتقًا من النار" (١).

قال ابن العادل فى تفسير البسملة: من رفع ورقة من الأرض كُتب فيها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ خفف الله العذاب عن أبويه، وكذلك يرفع العذاب عن مولى المؤمنين والكافرين عند دخول شهر رمضان بحرمة النبي - صلى الله عليه وسلم - وليلة الجمعة، وإذا انسلخ رمضان أعيد العذاب على الكفار، ولا يعاد على المؤمنين في قبورهم، كما في التاتارخانية، وإمداد الفتاح.

فإن قيل: هذا يعارض لقوله تعالى: {لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ} [البقرة: ١٦٢]، أجيب عنه بأن الله تعالى لا يخفف عنهم العذاب في الآخرة، بل يخففه عنهم في عالم الدنيا وعالم البرزخ، ويشدده في وقت محكمة أخرى.


(١) قال ابن الجوزي في التحقيق (٢/ ٢١٩): هذا الحديث لا يجوز الاحتجاج به لأنه من عمل أحمد بن عبد الله الهروي، وهو الجويباري، وكان كذابًا يضع الحديث: أجمع أهل النقل على ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>