للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخطاب رضي الله عنه يصلي في كل ليلة ما شاء الله أن يصلي، وما موصولة، وشاء صلتها، والله فاعله، وأن مصدرية، ويصلي مفعول شاء، والالتفات إلى الاسم الجليل لتربية المهابة وألا يزان بدور أن المشبه على عنوان الألوهية المتتبعة لسائر الصفات، كما فصلناه في تفسير سورة الأعلى في (نور الأفئدة). حتى إذا كان من آخر الليل أيْقظ أهلَه أي: عياله للصّلاة، أي: لإِدراك شيء من صلاة السحور والاستغفار فيه، ويحتمل أن يكون إيقاظه لصلاة الصبح، وإنما كان فإنه امتثل الآية، وفيه أهله منه ما كان هو يفعله، ويَتْلو هذه الآية في سورة طه {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ} أي: مطلقًا، أو صلاة الليل والنهار، أشقها وأصعبها، يؤيده قوله: {وَاصْطَبِرْ} أي: اصبر {عَلَيْهَا} أي: على مجاهدتها، {لَا نَسْأَلُكَ} أي: لا نكلفك {رِزْقًا} بتحصيله لنفسك ولا لغيرك، {نَحْنُ نَرْزُقُكَ} أي: رزقًا حسنًا من حيث لا تحتسب، {وَالْعَاقِبَةُ} أي: الجنة {لِلتَّقْوَى} ولأهلها. لقوله تعالى: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: ٨٣].

روى ابن مردويه عن أُبَيّ قال حين نزلت هذه الآية: كان - صلى الله عليه وسلم - يأتي بباب عليّ رضي الله عنه فيقول: "الصلاة رحمكم الله: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: ٣٣].

* * *

١٧٠ - أخبرنا مالك، أخبرنا مَخْرَمَة بن سليمان الوَالبيّ، قال: أخبرني كرَيْب مولى ابن عباس أن ابن عباس أخبره: أنه بات عند ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهي خالته، قال: فاضطجعت في عَرْض الوسادة، واضطجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهله في طولها، قال: فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل، جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات: الخواتِم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شَنٍّ معلَّق،


(١٧٠) صحيح أخرجه: البخاري (١٨٣)، (٤٥٧١)، ومسلم (٨٦٣)، وأبو داود (١٣٦٧)، والترمذي (٢٣٢)، والنسائي في المجتبى (١٦٢٠)، وابن ماجه (١٣٦٣)، وأحمد (٢١٦٥)، ومالك (٢٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>