عبد الله بن عباس وكان عثمان قد حج عشر حجج متواليات، خَرَّجه القعنبي.
وقال الواقدي: حاصروه تسعة وأربعين يومًا.
وقال الزبير: حاصروه شهرين وعشرين يومًا، وهو في الدار في ستمائة رجل، ثم دخلوا من دار أبي حزم الأنصاري، فضربه سيّار بن عياض الأسلمي بمشقص - أي بنصل طويل - في وجهه، فسال الدم على مصحف في حجره على آية في قوله تعالى في سورة البقرة:{فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ}[البقرة: ١٣٧]. فذبحوه في بيته وهو شيخ كبير ابن ثلاث وثمانين سنة (ق ٢٣٢) , وكان ذلك أول وهن ثَمَّ على الأمة بعد نبيهم محمد - صلى الله عليه وسلم - فإنَّا لله وإنا إليه راجعون، فقتلوه يوم الجمعة ثاني عشر من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، كذا نقله صاحب الخميس من التاريخ عن (الاستيعاب)، فاطلب تفصيلها فيه.
فصلى ثم انصرف فخطب، فهذا يدل على أن خطبة العيد بعد صلاتها بخلاف الجمعة؛ لأن الخطبة شرط لها، وشرط الشيء مقدم عليه، فلو صلى الجمعة ثم قرأ خطبتها لا تصح، كذا في مجمع الأنهر.
* * *
٢٣٣ - أخبرنا مالك، أخبرنا ابن شهاب الزهري، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي يوم الفطر ويوم الأضحى قبل الخطبة، وذكر أن أبا بكر وعمر كانا يصنعان ذلك.
قال محمد: وبهذا نأخُذُ، إنما رخّص عثمان في الجمعة لأهل العَاليَة، لأنهم ليسوا من أهل المِصْرِ. وهو قولُ أبي حنيفة.
• أخبرنا مالك، أي: ابن أنس بن عمير بن أبي عامر الأصبحي، الإِمام من أتباع التابعين، في الطبقة السابعة من أهل المدينة، وهي من الإِقليم الثاني من الأقاليم السبعة، وفي نسخة: ثنا، رمزًا إلى حدثنا، وفي نسخة: محمد قال: ثنا، أخبرنا ابن شهاب أي:
(٢٣٣) إسناده ضعيف لإرساله، وهو في الموطأ برواية يحيى (١٧٨)، وبرواية محمد بن الحسن (٢٣٣).