للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن شهاب: فَتُوفِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفي نسخة: النبي - صلى الله عليه وسلم - والأمر على ذلك، أي: وحال الناس على ما كانوا عليه في زمنه - صلى الله عليه وسلم - من ترك الناس الجماعة في صلاة التراويح، يعني لا يجتمعون على إمام يصلي بهم التراويح، خشية أن تفرض عليهم، ويصح أن يكون معناه لا يصلون إلا في بيوتهم، ويصلي الواحد منهم في المسجد، ويصح أن يكونوا لم يجتمعوا على إمام واحد، ولكنهم كانوا يصلون متفرقين، في رواية ابن أبي ذئب عن الزهري: لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع الناس على القيام، رواه أحمد، وأدرج معمر قول ابن شهاب في نفس الخبر، رواه الترمذي، وما رواه ابن وهب عن أبي هريرة رضي الله عنه: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإذا الناس يصلون على ناحية المسجد، فقال: "ما هذا؟ " فقيل: ناس يصلي بهم أبي بن كعب، فقال: "أصابوا، ونعم ما صنعوا"، ذكره ابن عبد البر، ففيه مسلم بن خالد وهو ضعيف، والمحفوظ أن عمر هو الذي جمع الناس على أبي بن كعب، كذا قاله ابن حجر. وقال سعيد بن زيد الباجي - المالكي: هذا مرسل من ابن شهاب. ثم كان الأمر أي: الحال في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وصَدْرًا من خلافة عمر أي: ابن الخطاب رضي الله عنه، بنصب صدرًا عطف على (ق ٢٤٣) خبر كان، وفي نسخة بخفضه عطف على خلافه، على ذلك أي: على ترك الجماعة في صلاة التراويح.

قال النووي (١): أي استمر الأمر على هذه المدة، على أن كل واحد يقوم رمضان في بيته منفردًا.

* * *

٢٤١ - أخبرنا مالك، أخبرنا ابن شهاب، عن عُرْوَة بن الزُّبَيْر، عن عبد الرحمن بن عبد القَاريّ، أنَّه خرج مع عمر بن الخطاب ليلةً في رمضان، فإذا الناس أوْزَاع متفَرِّقُون، يصلي الرجل فيصلي بصلاته الرَّهْط، فقال عمر: والله إني لأَظُنّني لو جَمَعْتُ هؤلاء على قارئ واحد لكان أَمَثَلَ، ثم عَزَم


(١) في شرحه على مسلم (٦/ ٤٠).
(٢٤١) إسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>