للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مات مسلمًا، واستئلاف قلوب الملوك الذين أسلموا في حياته - صلى الله عليه وسلم - إذ لم يأت في حديث صحيح أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى على ميت غائب غيره، وأما حديث صلاته على معاوية الليثي فجاء من طرق لا تخلو من مقال، وعلى تسليم صلاحيته للحجية بالنظر إلى مجموع طرقه، رفع بما ورد أنه - صلى الله عليه وسلم - رُفِعت له الحجب حتى شهد جنازته، (ق ٣٣٤) كذا قاله الزرقاني.

* * *

٣١٨ - أخبرنا مالك، أخبرنا ابن شهاب الزُّهريّ، أن أبا أُمامَة بن سهل بن حُنَيْف أخبره: أن مِسْكينَةً مرضت، فأُخْبِرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمرضها، قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَعُودُ المساكين، ويسألُ عنهم، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا ماتت فآذنوني بها"، قال: فأُتِيَ بجنازتها ليلًا، فكَرِهُوا أن يُؤذِنُوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالليل، فلما أصْبَحَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُخْبِرَ بالذي كان من شأنها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألم آمُركم أن تُؤذِنُوني؟ "، فقالوا: يا رسول الله، كَرِهْنَا أن نُخْرِجك ليلًا أو نُوقِظك، قال: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى صَفَّ بالناس على قبرها فصلَّى عليها، فكبَّرَ أربع تكبيرات.

قال محمد: وبهذا نأخذ، التكبير على الجنازة أربع تكبيرات، ولا ينبغي أن يُصَلَّى على جنازة قد صُلِّيَ عليها، وليس النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا كغيره، ألا يُرَى أنه صَلَّى على النَّجَاشِيّ بالمدينة، وقد مات بالحبشة، فصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بركة وطهور، وليست كغيرها من الصلوات، وهو قولُ أبي حنيفة.

• أخبرنا مالك، وفي نسخة: محمد قال: ثنا رمزًا إلى حدثنا ابن شهاب أي: محمد بن مسلم بن شهاب بن زهرة بن كلاب، تابعي في الطبقة الرابعة من أهل المدينة، أن أبا أُمامَة بضم الهمزة اسمه أسعد، وقيل: سعد بن سهل بفتح فسكون، ابن حُنَيْف بضم الحاء المهملة وفتح النون، وسكون التحتية وبالفاء، سماه النبي - صلى الله عليه وسلم - لما ولد قبل موته بسنتين اسم


(٣١٨) صحيح، أخرجه: النسائي (١٩٠٧)، ومالك (٥٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>