للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من منى إلى عرفات منا الملبي ومنا المكبر ويُكَبِّرُ الْمُكَبِّرُ لا يُنْكَر عليه بالبناء للفاعل فيها أي: النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وقال بعض الشراح: بالبناء للمفعول فيهما، وقال الشيخ ولي الدين ظاهر: كلام الخطابي أن العلماء أجمعوا على ترك العمل بهذا الحديث، وأن السنة في الغدو من منى إلى عرفات بالتلبية فقط كذا قاله الزرقاني (ق ٤١٨) (١)، فيحصل تقريره - صلى الله عليه وسلم - أن التلبية بعرفات مستحبة وفي (الحصن الحصين) أن التلبية بعرفات سنة رواه النسائي والحاكم من طريق سعيد بن جبير قال: كنت مع ابن عباس رضي الله عنه بعرفات فقال: ما لي لا أسمع الناس يلبون فقلت: يخافون من معاوية، فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال: لبيك اللهم لبيك، فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي (١) واللفظ للنسائي، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما وفي (الحصن الحصين) أنه - صلى الله عليه وسلم - إذا سار إلى عرفات لبى وكبر. رواه مسلم وأبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما.

* * *

٣٨٨ - أخبرنا مالك، أخبرنا ابن شهاب، عن عبد الله بن عمر، قال: كل ذلك قد رأيت الناس يفعلونه، وأما نحن فَنُكَبِّرُ.

قال محمد: بذلك نأخذ، على أنَّ التلبية هي الواجبة في ذلك اليوم، إلا أن التكبير لا يُنْكَر على حالٍ من الحالات، والتَّلبية لا ينبغي أن تكون إلا في موضعها.

• أخبرنا مالك، وفي نسخة: محمد قال: بنا، أخبرنا وفي نسخة: قال ابن شهاب، أي محمد بن مسلم بن شهاب بن زهرة بن كلاب، تابعي مدني، كان في الطبقة الرابعة من طبقات التابعين من أهل المدينة، وهي كانت في الإقليم الثاني من الأقاليم السبعة عن عبد الله بن عمر، قال: كل ذلك أي: جميع ذلك من التلبية والتكبير قد رأيت الناس أي:


(١) أخرجه: النسائي في المجتبى (٣٠٠٦)، والكبرى (٣٩٩٣)، وابن خزيمة (٢٨٣٠)، والحاكم (١٧٠٦)، والبيهقي في الكبرى (٩٥٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>