للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنبي - صلى الله عليه وسلم - أفصحهم وقال: "لينتهين أقوام عن ودعهم الجماعات" (١) كذا قلنا في تفسير قوله تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: ٣] إذا انتهى إلى الحَرَم أي: إلى أرض ويستمر على ذلك حتى يَطُوفَ بالبيتِ وبالصَّفَا (ق ٤١٩) والْمَروَة، أي: ويسعى بين الصفا والمروة وفي إعادة أحرف الجر تنبيه على أن المحرم للحج يلزم عليه أن يستمر على ترك التلبية إذا انتهى إلى الحرم حتى يتم السعي بين الصفا والمروة، ويؤيده قوله: ثم أي: بعد السعي يُلَبي أي: يقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك حتى يَغْدُوَ أي: يذهب مِن مِنَى إلى عَرَفَة، فإذا غَدَا أي: ذهب إليها ترك التَّلْبية هذا في الحج وزاد يحيى في الموطأ: "وكان يترك التلبية في العمرة إذا دخل المحرم" وبه قال مالك في الحرم من الميقات.

* * *

٣٩٠ - أخبرنا مالك، أخبرنا عبد الرحمن بن القاسم، أن عائشة كانت تترك التَّلْبية إذا راحت إلى الْمَوْقِف.

• أخبرنا مالك، وفي نسخة: محمد قال: بنا، وفي نسخة أخرى: أنا، أخبرنا وفي نسخة: قال: عبد الرحمن بن القاسم، أي: ابن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي يكنى أبا محمد المدني ثقة جليل، قال ابن عيينة: كان أفضل أهل زمانه، وكان في الطبقة السادسة من طبقات التابعين من أهل المدينة، مات سنة ست وعشرين ومائة كذا قاله ابن حجر (٢). عن أبيه أبي القاسم أن عائشة أي: زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنها كانت تترك التَّلْبية إذا راحت أي: مالت إلى الْمَوْقِف إلى عرفات بعد الزوال ففي فعلها وفعل على ذلك وهما بالمكان من النبي - صلى الله عليه وسلم - أقوى دليل على ترك العمل بحديث الفضل وإن كان صحيحيًا.


(١) أخرجه: مسلم (٤٢٩)، والنسائي في المجتبى (١٣٦٩)، وابن ماجه (٧٩٤)، وأحمد (٢١٣٣)، والدارمي (١٥٣٣)، والنسائي في الكبرى (١٦٥٨)، (١٦٥٩)، وابن حبان (١٨٥٥)، والطبراني في الأوسط (٤٠٨)، وأبو يعلى (٤٧٦٥)، والبيهقي في الكبرى (٥٦٧٢)، والشعب (٣٠٠٨)، والطيالسي في مسنده (١٩٥٢).
(٣٩٠) أخرجه: مالك (٧٤٢)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (٢/ ٢٢٦).
(٢) انظر: التقريب (١/ ٣٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>