للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٧ - أخبرنا مالك، أخبرنا يزيدُ بن عبيد الله بن قُسَيْطٍ: أنه رأى سعيد بن المسيَّب رَعف وهو يصلي، فأتى حُجْرة أُمَّ سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأُتي بوَضُوء فتوضأ، ثم رجع فبني على ما قد صلى. . . . . .

• محمد قال: أخبرنا، وفي نسخة: ثنا، وفي أخرى: نا بدل حدثنا، وأخبرنا مالك، قال، أي: مالك، حدثنا، وفي نسخة: نا بدل أخبرنا يزيدُ بن عبيد الله بن قُسَيْطٍ (١)، بضم القاف، وفتح السين المهملة مصغرًا، ابن أسامة الليثي أبي عبد الله المدني، روى عن أبي هريرة، وابن عمر، وجمع، ووثقه النسائي، وابن سعد وغيرهما، وروى عنه: الجمع، ومات سنة اثنين وعشرين ومائة وله تسعون سنة، كذا قال الزرقاني: أنه رأى سعيد بن المسيَّب رَعف في حال صلاته، وهو، أي: والحال: أنه يصلي، فأتى، أي: جاء حُجْرة بضم الحاء المهملة وسكون الجيم والراء والتاء، أي: البيت، والمضاف إلى أُمَّ سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأُتي بضم الهمزة وكسر التاء، أي: فجيء بوَضُوء بفتح الواو، أي: بماء الوضوء فتوضأ، ثم رجع إلى مصلاه، فإن بيت أم سلمة، رضي الله عنها أقرب إلى المسجد، وأقل المشي في أثناء الصلاة لا يفسدها إذا كان بعذر فبني على ما قد صلى.

قال ابن مالك في (تسهيله) كلمة "قد" تدخل على الماضي المتوقع، أي: المنتظر فيفيد الناظر. انتهى.

يعني أنها دخلت على صلى، وأفادت العلم ليزيد بن عبد الله بن قسيط، وهو رأي سعيد بن المسيب، أنه صلى ركعة أو ركعتين وخرج (ق ٣٩)، من أنفه الدم في حال صلاته، فانصرف عن صلاته ودخل بيت أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وتوضأ ونظر يزيد بن عبد الله بن قسيط إلى سعيد بن المسيب، هل يترك ما صلاه ويستأنفه أم يبني على ما صلى، فلما بنى على ما صلى علم أن البناء على ما صلى لازم عند أبي حنيفة، رحمه الله.

اعلم أن المصلي إذا سبقه حدث توضأ، وأتم ولو بعد التشهد عند أبي حنيفة، رحمه الله خلا بابهما حيث قال: إذا قعد ثم فرضه.


(٣٧) صحيح، أخرجه: مالك (٨١).
(١) انظر: التقريب (٢/ ٦٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>