للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جدا لمهمته، وأنه متعلم وخريج مدرسة الجزائر الشرعية - الفرنسية. وتنبأ له المفتش بأنه سيصبح (عالما شهيرا) لأنه شخص جاد. وربما دل ذلك التعبير على أن هذا المدرس ما يزال شابا. وقد اشتكى للمفتش بأن حضور التلاميذ لدروسه في الجامع يعرقل المصلين عن الصلاة. ويفهم من هذا أمران أن درسه كان يحضره أيضا التلاميذ الصغار السن، وأن مواعيد الدروس لا تراعى أوقات الصلاة (١).

وفي سنة ١٩١٥ كان مدرس شرشال هو ابن حمودة أحمد بن محمد، وهو من مواليد شرشال في ١٩ فبراير ١٨٨٧. وقد تخرج من القسم العالي في مدرسة الجزائر الشرعية الفرنسية أيضا سنة ١٩٥٩، حيث واصل من سنة ١٩٠٣ كل مراحل التعلم فيها. وكان حاملا للشهادة العليا لهذه المدرسة، إضافة إلى دبلوم اللغة العربية الذي تمنحه مدرسة (كلية) الآداب بالجزائر. وبمجرد تخرجه سمى مدرسا في شرشال براتب ٩٥٥ ف سنويا. ولعله قد حل محل من كان قبله. وإذن فهو جديد في مهمته، وقد فتشه مدير المدرسة التي تخرج منها، وهو السيد ديستان. ولكن تقرير السنة الموالية (١٩١١) ذكر أن السيد ابن حمودة قد سمى أستاذا في مدرسة سان لويس بالسينغال (٢).

ولكن تقرير المفتش نفسه لسنة ١٩١٢ يقدم لنا شخصية أخرى في شرشال، وهو حمود حمدان بن الطيب. وقد ولد حمود بمدينة الجزائر في ٢٧ أكتوبر ١٨٨٦، وتخرج من مدرستها الشرعية المذكورة أيضا بين ١٩٠١ و ١٩٠٨، فهو خريج القسم العالي، ومن الجيل الذي تكون في هذه المدرسة بعد إعادة تنظيمها، ودخل التدريس بالمساجد بعد تنظيمه الجديد. وكان تعيينه الأول في جامع سيدي بلعباس سنة ١٩٠٨ براتب شهري قدره ٧٥ ف. وبطلب منه نقل إلى شرشال في ١٥ نوفمبر ١٩١٠ بنفس الراتب. ويصفه


(١) تقرير المفتش ويليام مارسيه (مدير مدرسة الجزائر)، سنة ١٩٠٥ - ١٩٠٦، ارسيف إيكس (فرنسا) رقم ٤٧ H ١٤.
(٢) عن ابن حمودة انظر أيضا فصل الاستشراق.

<<  <  ج: ص:  >  >>