الاجتماعية والإدارية والبيئية وهي (تتخذ من الوطنية دينا يهديها سواء السبيل)، وضرب مثلا آخر بالفقيه الذي تمرد على تعليمه وأصبح تاجرا يبيع متخذا شرع الله حانوتا.
إن نماذج حوحو ليست خيالية، فهو كاتب واقعي كما عرفنا، ولكنه لم يلجأ فيها إلى التحليل النفسي فيسخره لإثبات فكرة ورد أخرى، لقد التجأ إلى المجتمع متخذا منه نماذج من مختلف طبقاته (عشت مع بعضها، وسمعت عن بعضها)، ولذلك جاءت نماذجه خليطا من الجزائريين والأوربيين، فهناك يحي الضيف، وفقاقيع الأدب، وسيدي الحاج (جزائري جاء مكة على نفقة الحكومة الفرنسية)، وسي زعرور وأمثاله من الأشخاص ذوي الظلال المتعددة المستوحون من أوروبا (١).
[عبد الله ركيبي]
ولد عبد الله ركيبي في جمورة، (ولاية بسكرة) ودرس التعليم الابتدائي في مسقط رأسه والإعدادي والثانوي في جامع الزيتونة بتونس حيث نال شهادة التحصيل سنة ١٩٥٤، التحق بالثورة ودخل السجن في آفلو سنة ١٩٥٦، وبعد إقامة جبرية في بسكرة فر إلى الأوراس ومنه توجه إلى تونس ثم مصر، التحق بجامعة القاهرة وحصل منها على الماجستير في (القصة الجزائرية القصيرة)، والدكتوراه في (الشعر الديني الجزائري الحديث)، وخلال إقامته في القاهرة ترأس فرع اتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين.
بعد التدريس في التعليم الثانوي، التحق بجامعة الجزائر سنة ١٩٦٧ حيث بقي إلى سنة ١٩٩٤ عندما شغل منصبا دبلوماسيا وظل يتنقل في الوظائف السامية إلى أن تقاعد منها ومن الجامعة منذ سنوات قليلة، وخلال حياته الطلابية
(١) سلسلة كتاب البعث، رقم ٣، تونس، ١٩٥٦، والسيد يحيى الضيف شخصية فريدة تعرفنا عليها في مركز جمعية العلماء بالعاصمة حيث كان الحارس الأمين والقيم المتعلم، وله كتابات أحيانا في البصائر.