ومن الشعر السياسي أيضا ما قاله الجزائريون قاصدين به استنهاض العالم الإسلامي ومدح رجاله والمشاركة في النهضة العربية. ويدخل في ذلك توجيه الخطاب للأفراد وللشعوب والدول. ونريد الآن أن نتحدث عن الشعر الذي نظمه أصحابه وهم في الجزائر، ثم نذكر نماذج من شعراء المهجر أيضا أمثال محيي الدين بن الأمير عبد القادر وسليم الجزائري.
وخلال الستينات شارك حسن بن بريهمات في التنويه بكتاب أقوم المسالك لخير الدين باشا التونسي. وهو الكتاب الذي نوه به أيضا الأمير عبد القادر، ولكن بالنثر. أما حسن بن بريهمات فقد بعث بقصيدة إلى المؤلف أظهر فيها ما للكتاب من أهمية للعالم العربي والإسلامي، بدعوته إلى التقدم وتقليد أوروبا في غير العقيدة.
ومن أبياته في ذلك:
لله درك، خير الدين، من علم ... أبدى منار الهدى للناس في القنن
نهجت نهجا قويما قل سالكه ... إلى السياسة كي ينجو من الفتن
بنيت طرق السداد بل وأقومها ... وقمت منتصرام للدين والوطن
حق على أمة الإسلام شكركم ... ورعي تأليفكم بالقلب والأذن
ومدح شخصيات مثل أحمد فارس الشدياق ومحمد عبده وأبي الهدى الصيادي والسلطان عبد الحميد الثاني يدخل في مضمار السياسة أيضا. ولكننا فضلنا ذكر ذلك في باب المدح. أما القصيدة التي قالها عمر بن قدور في
(١) نشرت مجلة العالم الإسلامي R.M.M سنة ١٩١٦ عدد ٣٤ تصريحات منسوبة إلى معلمين جزائريين في طنجة - المدرسة الفرنسية - وذكرت منهم مصطفى الجزائري (؟) ومحمد بن العربي التلمساني، وكلاهما كان يتغنى بالجيش الفرنسي ورايته. ظهرت المجموعة في باريس ١٩١٦، طبع أرنست لورو. والشاعران غير معروفين.