للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في رثاء شيخه أحمد بن المبارك المغربي (١)، ومن جهة أخرى رثى الورتلاني

بعض رجال التصوف، مثل أحمد زروق البرنوسي، وذلك في قصيدته الطويلة:

ألا أيها القطب الهمام تعلقت ... مجامع قلبي بالسعيد المنور وقد أخبر أنه نظم هذه القصيدة (لتزول عنا حجب الغفلة، وكدرات النفس وغطاء البشريات، ولعلي أرقى إلى مراتب التجليات، وأشرب من عين

اليقين، وأتحلى بحلية المعارف) (٢).

كما أن محمد بن سليمان صاحب (كعبة الطائفين) ذكر نماذج مختلفة من أشعاره في شيوخه مثل محمد العبدلي وموسى بن علي اللالتي

وبلقاسم بن صابر، ومن ذلك قصيدته:

أقول وقول الحق في النفس أوقع ... وفي القول ما يصغي إليه ويتبع

أدافع عن عرض الكرام تكرما ... لعل كريما في النوائب ينفع (٣)

[وصف المنشآت العمرانية]

ورغم قلة المنشآت العمرانية والمدنية في العهد العثماني فإن الشعراء قد مجدوا المؤسسات التي أقامها بعص الولاة، ويدل ذلك على أن الشعر كان مستعدا للتنويه بالعاملين لنشر العلم والعمران، ولكن الولاة العثمانيين كانوا بعيدين عن ذلك، فقد عرفنا أن همهم الرئيسي كان المحافظة على السلطة بأي ثمن والاستثراء بكل الطرق والمحافظة على بقاء عنصرهم بكل السبل، وليس عليهم بعد ذلك تعلم السكان أو جهلوا، اغتنوا أو افتقروا، سعدوا أو نكبوا، وقد حظيت المنشآت التي أقامها محمد الكبير وصالح باي خصوصا بتنويه الشعراء، فالمدارس والمساجد ونحوها اعتبرها الشعراء دليلا


(١) ذكرها في رحلته المخطوطة، وهي طويلة، وقال إنه أول من رثاه، وكان حاضرا لوفاته سنة ١١٥٧.
(٢) الورتلاني (الرحلة)، ٢٠٣، وهي في ١٠٨ أبيات.
(٣) (كعبة الطائفين) ٢/ ٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>