للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التغيير في المواقف والولاء. وهكذا أوقفت عدة صحف، مثل لاديباش الجزائرية وآخر الأخبار ويقظة عنابة (روفاي دي بون) و (التام) - الجزائر وتونس والمغرب - الأسبوعية. واحتلت الجزائر الجمهورية والحرية (ليبرتي) وكلتاهما شيوعي، مقرات الجرائد الموقوفة. كما ظهرت في الجزائر صحيفة (لاديباش كوتيديان) برئاسة تحرير جان برون، و (جورنال دالجي) برئاسة تحرير إدمون بروا (١) وهناك صحف أخرى لم نذكرها.

ورغم المال الذي كان يوفره أصحاب المصالح السياسية والاقتصادية، فإن الصحف الفرنسية في الجزائر كانت تعيش على الإعلانات والأخبار المحلية الصغيرة. وكذلك كانت تنقل أخبار فرنسا وما يجري في مسارحها وملاهيها وفضائحها من أجل جلب القراء. وقد قلنا إن موضوعات الثقافة الشعبية المشتركة بين الكولون وأدب السخرية من الأهالي واتخاذ أبطال خياليين على حساب المواطن الجزائري، كل ذلك جعل الصحف تبقى. وقد قال بعضهم إنها لكي تعيش كانت بعض الصحف تفتعل أي شيء وتقف ضده، لأن الضدية والتحدي والمهاترات كانت هي سبيل النجاح الصحفي في نظرها.

[صحيفة (المبشر) الرسمية]

الصحيفة التي نريد أن نتناولها على حدة هي (المبشر)، وهي صحيفة رسمية صدرت سنة ١٨٤٧ باللغتين العربية والفرنسية، وكانت على العموم موجهة إلى الجزائريين. وكان أحد طلابنا قد تناول هذه الصحيفة بالتفصيل فيما يعلق بنشاتها ومحتواها ودورها والقضايا الجزائرية التي عالجتها ومواقفها (٢). ونحن لن نذهب إلى كل ذلك هنا، وإنما سنذكر ما يهمنا في


(١) اعتمدنا في هذه الفقرة بالخصوص على جاكلين بيلي (عندما أصبحت الجزائر فرنسية)، ٢٤٦ - ٢٤٧، وكذلك قوانار (الجزائر) مرجع سابق، ص ٢٨٥ - ٢٨٦.
(٢) رسالة الباحث إبراهيم الونيسي التي أعدها تحت إشرافي، معهد التاريخ - جامعة الجزائر، ١٩٩٣. ورغم أن الجريدة استمرت إلى سنة ١٩٢٧، فإن الونيسي توقف عند سنة ١٨٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>