نتناول في هذا الفصل أنواع النثر من مقالة وقصة ورواية ومسرحية وخطبة وترجمة، بعض هذه الأنواع قد حظي بإنتاج طيب، ولاسيما القصة والرواية باللغة الفرنسية والمقالة باللغة العربية، وبعضها كان له إنتاج ضعيف إلى حد كبير كالخطابة، كما أننا لم نعثر على أية مقامة، وقد انتعشت المسرحية فترة ولكن باللهجة العامية في معظم الأحيان، ولعل السبب في انتشارها يرجع إلى الإذاعة والتلفزيون وظهور ممثلين وممثلات استطاعوا أن يروضوا أنفسهم بعد عقدين أو ثلاثة من التجارب على فن المسرح، وقد تناولنا المسرحيات في الفصل الخاص بالمسرح.
أما الخطابة بالعربية الفصحى فقد كانت محدودة لقلة مناسباتها وضعف جمهورها المثقف، ومع ذلك وجدنا خطباء سياسيين أيام الانتخابات المسموح بها وأيام فتح المدارس ودروس الوعظ والإرشاد، أما الخطب السياسية بالعربية أيام الثورة فلم تكن شائعة داخل الجزائر عموما ولا سيما في الأرياف حيث قادة الثورة، فالعمل السري كان ميزة من ميزات الفترة التي نتناولها، ولكن الخطابة انطلقت من عقالها حين حل عدد من قادة الجزائر في البلدان العربية، فكان
الفضيل الورثلاني والبشير الإبراهيمي وأحمد توفيق المدني قد أثروا في جماهير
سوريا ولبنان ومصر والعراق والسودان، وربما جماهير ليبيا وتونس أيضا، وكان عبد الحميد مهري يخطب ولكن في هدوء، وكان فرحات عباس يخطب ولكن