للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفلاح) (١) وأخوه محمد بن محمد البطيوي الذي هو ابن خالة سعيد المقري، وكان البطيوي الأخير من أهل التصوف توفي في المدينة المنورة (٢)، ومن تلاميذ سعيد المقري أيضا محمد بن عبد الرحمن المعروف بابن جلال المغراوي التلمساني الذي درس في تلمسان وعاش فيها طويلا ثم هاجر منها إلى فاس وتولى بها الفتوى والتدريس والخطابة بجامع الأندلس وجامع القرويين (٣)، كما أجاز سعيد المقري عددا من علماء الوقت نذكر منهم ابن القاضي صاحب (جذوة الاقتباس) (٤).

وهكذا أخرج سعيد المقري خلال الفترة الطويلة التي بقيها في التدريس مجموعة من التلاميذ الذين أصبحوا بدورهم أساتذة ومؤلفين ومتصوفين وموظفين، وإذا نظرنا إلى فقر الجزائر الثقافي خلال القرن العاشر نتيجة هجرة العلماء منها وغارات الأجانب عليها وعدم الاستقرار السياسي فيها، فإن وجود أمثال سعيد المقري في ذلك الوقت يعتبر في حد ذاته ظاهرة إيجابية، ونفس الشيء يقال أيضا عن شخصية أخرى كانت في الشرق الجزائري وهو عمر الوزان.

٤ - عمر الوزان:

عمر بن محمد الكماد الأنصاري القسنطيني المشهور بالوزان، من أبرز علماء قسنطينة في القرن العاشر، كرس حياته للتدريس ورفض الوظيفة الرسمية حين عرضت عليه وأخرج تلاميذ كثيرين وأسهم ببعض التآليف، وقد أعطت أسرته (أسرة الكماد) عددا من العلماء للجزائر يشبه العدد الذي أعطته


= زيدان، ١/ ٣٢، ٣٣٤ أن قدورة قد أخذ سند المصافحة عن سعيد المقري.
(١) سنتناول هذ الكتاب في الجزء الثاني.
(٢) ابن مريم (البستان) ٢٧٢. انظر كذلك (مطلب الفوز والفلاح) حيث فيه ترجمة له.
(٣) (سلوة الأنفاس) ٢/ ٢٧. انظر أيضا (جذوة الاقتباس) ٣٢٣. وقد توفي المغراوي سنة ٩٨١، هكذا، وهو تاريخ إذا قورن بتاريخ وفاة أستاذه المقري يثير بعض الإشكال، ولكن ليس لدينا الحل الآن.
(٤) أحمد المقري (روضة الآس)، ٢٦٨، وتاريخ الإجازة سنة ١٠٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>