للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الصحافة التونية قصصا ومقالات وترجمات، كما نشر بعض إنتاجه في مجلة الآداب اللبنانية، ويهمنا هنا إنتاجه القصصي ومنه: نضال، والعودة، وجاء دورك، وانتظار، والحلم، والفجر الجديد، والحبيبة المنسية، والغالب أن بعض هذه القصص ظهر في مجموعته الأولى (بحيرة الزيتون) (١).

[الطاهر وطار]

من رواد القصة والرواية بلا منازع الطاهر وطار الذي قطع بهذا الفن الجسر الصعب، وقد نضجتا على يديه حتى تفوق إنتاجه في هذا الميدان على إنتاج معاصريه حتى المكتوب باللغة الفرنسية، بدأ الطاهر وطار مشواره الأدبي أيضا من تونس حوالي سنة ١٩٥٦ حيث تجمعت نخبة جزائرية مثقفة بالعربية والفرنسية وتبارت في الإنتاج الوطني الثوري، فتخلف من تخلف إما عجزا وإما موالاة للإدارة الفرنسية لأن المرحلة فرضت هذا التمايز والفرز، فكان وطار في الضفة اليسرى من النخبة الثورية، وقد استمر في العطاء والإبداع إلى حوالي ١٩٦٢، ولكن الذين تابعوا إنتاجه بعد الاستقلال يعرفون أن معظم رواياته ظهرت في هذه المرحلة (بعد الاستقلال) وأن عهده الأول تميز بكتابة القصة القصيرة والمسرحية والمقالة، فقد نشر عدة مقالات وقصص في جريدة الصباح التونسية بين ١٩٥٦ و ١٩٦٢، وظهرت له بعض المسرحيات في مجلة الفكر سنة ١٩٦٠، كما نشر في جريدة العمل مسرحيات أخرى، وحسب الجابري فإن وطار نشر ما يقارب خمس مسرحيات في مجلة الفكر وحدها، منها: الأميرة، والهارب، وعلى الضفة الأخرى وكل منها في حلقتين أو ثلاث (٢).

وإذا عدنا إلى أوليات وطار وجدناه من مواليد مداوروش (بلد أبوليوس أو مضور كما سماها الطياب)، أثناء دراسته في معهد عبد الحميد بن باديس، تأثر بمجتمع قسنطينة المختلط الطبقات والنفوذ، فشعر فيه بالاغتراب سيما


(١) الجابري، النشاط العلمي ص ٣٨٧ - ٣٨٨.
(٢) الجابري، النشاط العلمي ص ٤٢٣ - ٤٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>