للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا ندري كيف فصل السنوسي في شروحه الأخرى هذه المبادئ والآراء الشخصية التي أوردها فيه لأننا لم نطلع عليها، ولكننا نعرف أنه رد ردا عنيفا على أبي الحسن الصغير في رسالته المساة (نصرة الفقير في الرد على أبي الحسن الصغير) وحكم بوجوب إحراق كتبه (١). أما مزية (المقدمات) فهي حصر المسائل واختصارها واتباعها منهج أهل السنة. ولعل ذلك هو سبب ذيوعها ولا سيما في عهد كلت فيه القرائح وضعف فيه النشاط العقلي كالعهد العثماني. ومهما يكن من شيء فإن تأثير السنوسي لا يعود إلى (المقدمات) فقط بل إلى كثرة كتبه الأخرى وتنوع موضوعاته كما أشرنا، كما يعود إلى شخصيته الدينية وعقيدة الناس فيه في حياته أو بعد مماته. ويعود أيضا إلى كثرة تلاميذه وانتشارهم في مختلف أنحاء البلاد. وهكذا احتل السنوسي في تلمسان مكانة استاذه الثعالبي في مدينة الجزائر (٢).

٥ - الحوضي:

وقد سبق القول بأن السنوسي كان قد شرح عدة منظومات لغيره من الجزائريين وذكرنا منها (المنظومة الوغليسية) في الفقه و (المنظومة الجزائرية) في التوحيد. ولنضف هنا أنه شرح أيضا منظومة محمد بن عبد الرحمن الحوضي المعروفة بـ (واسطة السلوك)، وهي أيضا في التوحيد (٣). والحوضي الذي نظم الشعر في عدة أغراض ذكرناها آنفا أراد أن يشارك في تيار العصر وهو الاهتمام بعلم الكلام والتصوف فنظم رجزه الذي بدأه بقوله:


(١) رأيت نسخة منها في مكتبة زاوية طولقة وهي في اثني عشر ورقة وجيدة الخط.
(٢) له ضريح مشهور (وجامع) في تلمسان يعرف بضريح السنوسي وأخته الثالوثي. وكانت له أوقاف كثيرة تحافظ عليه. انظر بروسلار (المجلة الإفريقية)، ١٨٦١. ٣٢٣.
(٣) النسخة التي اعتمدنا عليها توجد في المكتبة الوطنية بالجزائر رقم ٨٩٩ وهي بخط جميل ومن نسخ عبد القادر بن عمر الحارثي سنة ٩٣٨، ويبدو أنه كان من تلاميذ الحوضي وتقع ضمن مجموع في التصوف، وعلى النسخة زيادات في الحواشي.

<<  <  ج: ص:  >  >>