للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المزيفة، ولا التحقيقات السياسية السرية التي قام بها أمثال دوتيه وقوتييه (١)، ولا تحفظات لوسياني ولا تشكيكات ديبارمي. فقد كان الجزائريون يحسون إحساسا واحدا بالنسبة لمختلف القضايا المتعلقة بمستقبل بلادهم (٢). وصدق ابن باديس في قوله: إن ما جمعته يد الله لا تفرقة يد الشيطان!.

الدعوة إلى تعلم الفرنسية ..

وإلى التعلم عموما

عارض الجزائريون فرض اللغة الفرنسية على أبنائهم في مدارسهم في العقود الأولى ولم يعارضوها كلغة لمن أراد تعلمها في المدارس الفرنسية. وقد عالجنا ذلك في فصول التعليم. ونريد الآن أن نشير إلى بعض دعاة التعليم بالفرنسية من علماء الجزائر بعد حوالي جيل من الاحتلال. وقد انتشرت هذه الدعوة عن طريق الجرائد وكتابات العلماء منذ الثمانينات من القرن الماضي.

كانت اللغة الفرنسية معروفة عند بعض الجزائريين، وفيهم من كان يتكلمها، ومن سافر إلى بلادها، ومن تزوج من قومها. ومن الشواهد على ذلك أن أحمد بوضربة كان متزوجا من فرنسية، وكان يتكلم اللغة الفرنسية ويقطن مرسيليا، وقد ولد له ولده إسماعيل في هذه المدينة قبل الاحتلال. وبعد الاحتلال سعى بوضربة إلى إدخال ولده إلى المدارس الفرنسية في فرنسا نفسها. وكان بوضربة من المفاوضين على معاهدة الاحتلال سنة ١٨٣٠ باسم الداي حسين باشا، مع قائد الحملة بورمون. كما أن حمدان خوجة كان يفهم الفرنسية والإنكليزية، وقد سافر طويلا في أوروبا قبل الاحتلال. وتجول في فرنسا بالذات. وكان ابنه حسن، يعرف الفرنسية أيضا، ولا ندري كيف


(١) انظر نفس المصدر، ص ٨٨٤.
(٢) عن الوضع اللغوي، انظر فصل اللغة والنثر الأدبي، وعن رأي المؤرخين الجزائريين في نظرية الأصول، انظر فصل التاريخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>