للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد نص مرسوم ١٨ أكتوبر ١٨٩٢ على إنشاء مناصب مفتشين خاصين بغرض تفتيش مختلف المهن كالفلاحة والتكوين الفني والصناعي. ومن الملاحظ توجيه تعلم الطرز ونسج الزرابي إلى المعلمات المسلمات اللائي كان عليهن أن يتربصن تربصا خاصا بذلك منذ ١٩١٠. ولكن عددهن كان ضئيلا جدا: المتربصان ٣ سنة ١٩٠٥، و ٦ سنة ١٩١٠، و ١٥ سنة ١٩٢٩ (١). ولذلك كان عدم الاهتمام بهذا التعليم عموما محل نقد شديد من الحركة الوطنية (٢)، كما طالبت بتنشيطه وتوسيعه.

[حول تعليم المرأة والفنون التقليدية]

لم نفرق فيما مضى بين تعليم الطفل والطفلة، لأن الإهمال شملهما معا. وكان تعليم البنات أقل انتشارا أيضا في العهد العثماني، كما لاحظنا في جزء آخر من هذا الكتاب. وما دام المحتلون الفرنسيون قد اتبعوا سياسة التجهيل نحو الجزائريين فلا ننتظر منهم أن يخصوا البنات بالتعليم دون البنين أو أن يسووا بينهم. ومع ذلك نلاحظ أنه عند البدء في نشر التعليم الفرنسي كان التركيز على البنين دون البنات. وسنذكر الإحصائيات التي تدعم ذلك. وجدير بالذكر أن تحفظ الجزائريين من التعليم الفرنسي في البداية كان خوفا على مصير أبنائهم جميعا، ولا سيما البنات. ولعل هذا الموقف كان من بين الأسباب في تأخير دخول البنت إلى المدرسة. ومن جهة أخرى فإن المجتمع الفرنسي نفسه كانت له تحفظاته على تعليم المرأة عموما، سيما قبل عهد الجمهورية الثالثة. أما بعد ذلك فقد لاحظنا أن أعداد البنات الفرنسيات في المدارس كانت تفوق عدد البنين أحيانا. وكان الفرنسيون قد أسسوا مبدأ التعليم الإجباري للجنسين من قومهم منذ بداية الثمانينات.


(١) ميرانت (كراسات ..)، مرجع سابق، ٩٤. انظر أيضا إيمانويل بوجيجا،. S.G.A.A.N، ١٩٣٨، مرجع سابق، ٦٤.
(٢) انظر بشير التليلي (الكراسات التونسية)، ٢٦، ١٩٧٨، ٧٢ نقلا عن (مجلة المغرب) عدد ٣، ٤، ١٩١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>