للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طكوك في الجزائر كانت مسالمة، ولكنها كانت تتداخل في الخلافات الداخلية (١).

...

إضافة إلى ما ذكرنا، هناك طرق صوفية ذات نفوذ قليل في الجزائر، أما أصولها فتوجد في تونس أو الحجاز أو بغداد أو المغرب، ومعظمها ترجع إلى طرق معروفة كالقادرية أو الشاذلية، وكان يمكننا إضافتها إلى هذه العناوين لولا أن لها أسماء محلية خاصة بها، مثل الشابية والبوعلية ونحوهما.

[البوعلية]

ترجع إلى بوعلي السني دفين نفطة، وتاريخه هو القرن السادس الهجري (توفي ٦١٠). وقد اشتهر بالنفطي لأنه دفين نفطة، كما اشتهر بالسني لأنه انتصر لأهل السنة ضد أهل المذاهب الأخرى، سيما الخارجية التي انتشرت في منطقة الجريد والجنوب التونسي ووادي سوف، فكان أبو علي (الحسن) من المتحمسين للسنة، وكان من أصحاب وتلاميذ أبي مدين، دفين تلمسان، المتوفى ٥٩٤، وللنفطي مناقب ألفها أحد أتباعه، وهو الحسن بن أحمد البجائي (٢). ونظرا لقربها من الحدود فإن بعض الجزائريين تأثروا بهذه الطريقة التي ترجع إلى القادرية، وكان أتباعها في العهد الذي ندرسه موجودين في قسنطينة وعنابة وتبسة وسوف، وهي الجهات التي يقصدها التجار التونسيون أيضا، والسلطات الفرنسية التي كانت حريصة على جمع أخبار هذه الطرق، أكدت أن البوعلية تكاد تكون غير معروفة في الجزائر إلى احتلال تونس (١٨٨١). وقد ذكر رين أن أول إشارة إليها كانت سنة ١٨٧٦ حين لاحظوا في عنابة وجود شخص من قابس اسمه الحبيب بن الصغير، فاعتقلوه وحاكموه ثم طردوه في الجزائر، ثم ظهر شخص آخر من سوف في نفس


(١) إيميل برمنغام في (الجزائر الدينية) فصل في كتاب (مدخل إلى الجزائر). ١٩٥٦، ص ٢٥٧.
(٢) محمد البهلي النيال (الحقيقة التاريخية). تونس، ١٩٦٤، ص ٢١١، (الصفحات ٥ - ٢١٣ غير موجودة في هذا الكتاب).

<<  <  ج: ص:  >  >>