فقد كان عضوا في حزب اللامركزية الذي عارض الحركة الطورانية التي جاءت مع لجنة الاتحاد والترقي في تركيا. وكان الشيخ طاهر من أنصار القومية العربية. وكانت علاقته بالسيدة بيل الانكليزية المتنفذة في أحوال العالم العربي قد أدت به كما قيل، إلى الدخول في الماسونية بعد اقتناعه بشعاراتها الإنسانية الظاهرية (١).
وقد يكون من بين الجزائريين الآخرين، في المشرق والمغرب، من دخل في الماسوبة. وربما ستكشف الأيام عن أسماء بعضهم.
[الإسلام ووحدة الأديان]
شارك الفرنسيون ببحوث كثيرة عن الإسلام منذ احتلالهم للجزائر. وظهرت دراسات لهم فردية وجماعية. وتحدثوا فيها عن مختلف الموضوعات التي تمس تاريخ الإسلام وعقيدته وسيرة رجاله وموقفه من التمدن ومن النصرانية. كما تناولوا موضوعات خاصة منه كالجهاد والملكية والسلم والهجرة والمرأة والحكم. وقد حاولوا فهم الإسلام ليفسروه تفسيرا يليق بمصالحهم. ووصل بهم الأمر أن أصبحوا يلقون عليه عبارات لا تليق ومثل الإسلام الجزائري، والإسلام الأسود (يقصدون الإسلام في إفريقية) وما إلى ذلك. واختص المستشرقون منهم بجوانب فيه كالتصوف، والفقه والتاريخ، الخ.
وبين مرحلة وأخرى كانت الحكومة الفرنسية توجه الخبراء لدراسة ظاهرة معينة وتسليط الأضواء عليها محليا ودوليا لتستفيد من ذلك تفادي الأخطاء والتوجه الصحيح في التعامل مع العالم الإسلامي. ومن ذلك مثلا دراسة أنشطة الطرق الصوفية خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي. ودراسة أوضاع الإسلام والمسلمين في فاتح هذا القرن. وقد كنا
(١) انظر كتاب عدنان الخطيب (الشيخ طاهر الجزائري). معهد البحوث والدراسات العربية، القاهرة، ١٩٧١.