للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكتوبة سنة ١١٨٦ وبخط المؤلف (١)، وهناك من العلماء من اكتفى بنظم مسائل النحو والصرف.

[البيان والمعاني (البلاغة) والعروض]

وكما كانت أعمال عبد الرحمن الأخضري في المنطق والحساب محل درس وتعليق من بعده، كان نظمه وشرحه في البلاغة أيضا، فقد نظم الأخضري (الجوهر المكنون) في علمي البيان والمعاني ثم شرحه بنفسه شرحا كبيرا فاق فيه (تلخيص المفتاح) لجلال الدين القزويني، ولكن الأخضري توفي قبل أن يبيض الشرح ويصقله، فكان ذلك حافزا لعدد من العلماء على استكمال النقص، ومن هؤلاء أحمد بن المبارك العطار القسنطيني في عمله المسمى (نزهة العيون)، وكذلك عبد الكريم الفكون. ويفهم من كلام الفكون أن الأخضري، قد توفي قبل استخراج شرحه وأن ما قام به هو (الفكون) محاولة استخراج الشرح من مبيضته التي قال عنها (وفيها محو وضرب وبياضات وأسطار بطررها مشار إليها وغير مشار إليها، جردت ما أمكنني نقله منها وأترك لكل بياض قدره لعل الله يمن علينا بإكماله لمن يشاء من عباده) (٢)، ومن جهة أخرى تولى شرح (الجوهر المكنون) والتعليق عليه عدد من المشارقة أمثال أحمد الدمنهوري الذي نشر شرحه في القاهرة سنة ١٨٩٢ (٣).

ومن الذين سرحوا (الجوهر المكنون) للأخضري أيضا، محمد بن محمد بن علي بن موسى الثغري الجزائري الذي سمى شرحه (موضح السر المكنون على الجوهر المكنون)، وقد أخبر الثغري أنه كان مقتنعا بأن منظومة


(١) حصلت منها على نسخة مصورة بواسطة الدكتور وليد الجادر العراقي وهي مليئة بالفوائد الأدبية والتاريخية أيضا، وقد توفي ابن الأمين سنة ١٢٣٦ وتوجد منها نسخة أخرى في مكتبة الإسكندرية، انظر بروكلمان ٢/ ٩١٨. وقد رأيتها محققة حديثا على يد أحد الأساتذة المصريين.
(٢) من (العقد الجوهري) لأحمد بن داود، مخطوط.
(٣) لوسياني، ١١، و (العقد الجوهري) مخطوط.

<<  <  ج: ص:  >  >>