للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الجانب اللغوي فقد أعلن الزواوي أنه كتب مقالات عن النحو والصرف في الزواوية ونشرها في بعض الصحف المصرية خلال الحرب الأولى. وبحث كذلك في أصول اللهجات والمفردات المنتشرة في بلاد المغرب وفي المشرق. وانتهى إلى أن لغة البربر لغة يمنية قديمة، وأنها تعتمد على حروف المسند الحميري. وقد جاء بألفاظ وعبارات تبدو بربرية تماما ميل: (آيت) و (مقران)، وقال إنها موجودة أيضا في مناطق عربية اليوم مثل اليمن والعراق (١).

وهكذا تكون الدراسات البربرية قد تسيست من قبل الإدارة والمستشرقين الفرنسيين كما تسيست الدراسات العربية عندهم. فقد كانت كل الدراسات تخدم الهيمنة الاستعمارية وتهدف إلى الإبقاء على الاستعمار قويا ثابتا - عن طريق تفتيت الروابط اللغوية والدينية والثقافية للجزائريين، لكي تسود اللغة الفرنسية ومشتقاتها الثقافية (٢). وكان على الحركة الوطنية أن تناضل بقسوة لكي تتغلب على هذه العراقيل وتخلق في المواطنين روحا، وطنية واحدة ولسانا واحدا. ورؤية واحدة.

[الدراسات النحوية والمعاجم]

حال توقف التعليم العالي واضطراب أحوال العلماء دون الإنتاج في ميدان الدراسات النحوية والمعجمية. وظلت الدروس النحوية الباقية تعتمد


(١) أبو يعلى الزواوي، جريدة (الإصلاح) عدد ٢٨ نوفمبر، ١٩٤٧. كذلك كتابه (جماعة المسلمين)، ص ٦٣. لاحظ الزواوي أن المسلمين الذين أخذوا بالتعاليم الأجنبية من أروبا، مثل الزواوة، مغلوبون لمن أخذوا عنهم ومقلدون لهم، قائلا إنه ثبت عنده ذلك (بكل برهان). ولا شك أنه لا يقصد بذلك العموم وإنما يقصد نفرا تشبعوا بأفكار ودعايات الآباء البيض. ولعل الجريدة التي نشر فيها الزواوي وهو في مصر هي صحيفة (النذير). وربما نشر أيضا في صحيفة (البرهان) التي كان يديرها عبد القادر المغربي.
(٢) عن موقف الفرنسيين من العرب والبربر، انظر أيضا فصل مذاهب وتيارات.

<<  <  ج: ص:  >  >>