للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خالد. وكان حزب الشعب قد جند عددا من الخطباء بالعربية بعد الحرب الثانية، وهم عادة من خريجي الزيتونة أو المدارس العربية في الجزائر. فظهرت أسماء العربي دماغ العتروس، وأحمد بوده، وهما عضوان في الحزب وخطيبان باسمه. ورغم انتماء الشيخ العباس بن الشيخ الحسين وعبد القادر الياجوري إلى جمعية العلماء فإن خطبهما كانت سياسية وتميل إلى سياسة حزب الشعب، ولا سيما الثاني. ولكن خطباء الأحزاب السياسية كانوا ضعافا في العربية إلا القليل منهم. مثل عبد الحميد مهري ولم نجد لحركة النواب ولا لحزب البيان خطباء بالعربية، بل كانت خطب زعماء الهيئتين بالفرنسية. ومثال ذلك خطب مصالي، زعيم حزب الشعب. فرغم أنه كان يتحدث العربية الدارجة فإنه كان يفضل الخطابة بالفرنسية، وربما يرجع ذلك إلى أن أتباعه كانوا يفهمونه بالفرنسية أكثر من العربية. ومن خطبه المزدوجة ما ألقاه في تجمع المؤتمر الإسلامي سنة ١٩٣٦ (١) بالعاصمة عند رجوعه إليها لأول مرة بعد غيبة دامت اثنتي عشرة سنة، ومن الخطباء السياسيين بالفرنسية الدكتور محمد الصالح بن جلول وفرحات عباس والحكيم سعدان. وكان الأمير خالد يخطب باللغتين. ومن خطبه السياسية بالفرنسية خطابه أمام رئيس الجمهورية الفرنسية سنة ١٩٢٢، عند زيارته للجزائر. وبعد نفيه (١٩٢٣) ألقى الأمير خالد عدة خطب بالفرنسية في باريس، ولا سيما أثناء عقد المؤتمر الأول لعمال شمال إفريقية سنة ١٩٢٤. أما خطبه السياسية بالعربية فلعل في جريدة (الإقدام) نماذج منها.

[محمد الصالح بن مهنة وكتابه]

محمد الصالح بن مهنة (٢) طور الخطابة في نظره وجعل لها أسلوبا


(١) انظر الحركة الوطنية ج ٣. وقد ألقى جزءا صغيرا منها بالعربية - ربما الدارجة؟ - ثم واصلها بالفرنسية.
(٢) درس حياته وآثاره سليمان الصيد، انظر كتابه (محمد الصالح بن مهنة)، دار البعث، قسنطينة، ١٩٨٤ (؟).

<<  <  ج: ص:  >  >>