٦ - معاملة اللغة العربية معاملة اللغات القديمة الميتة، واعتبار العربية الجديدة التي ظهرت مع حركة الإحياء في المشرق لغة أجنبية.
[تعاون الجزائريين والفرنسيين في مجال الترجمة]
والجزائريون الذين ساهموا في الترجمة على أصناف، منهم من قام بالترجمة الشفوية فقط ومنهم من قام بالترجمة الكتابية، ومنهم من عاون الفرنسيين دون أن يظهر له جهد باسمه.
أما الذين قاموا بالترجمة الشفوية فقد ذكرنا نماذج منهم وهم الذين قلنا إنهم كانوا يسمون بالمترجمين الاحتياطيين، وكانوا على ثلاث طبقات، يبدأون بالثالثة وينتهون بالأولى إذا ترقوا في السلم الوظيفي في الترجمة، ثم يتقاعدون. وفي كثير من الأحيان كانوا يتقاعدون قبل الأوان، ويغيرون مهنتهم في الترجمة إلى مهنة أخرى، وكان مجال نشاطهم محدودا. فلا يخرجون عن الترجمة في الجيش، أي أثناء الحملات العسكرية، فيصبحون أداة للتهدئة ومخاطبة الأهالي بأوامر وتعليمات الفرنسيين. فهم من جهة فرسان وجنود ومن جهة أخرى مترجمون. وقد دخل بعض المترجمين الميدان القضائي أيضا، سيما بعد أن كثرت المحاكم الفرنسية وتقلصت المحاكم الإسلامية، وأصبح الجزائريون يتقاضون أمام قضاة الصلح الفرنسيين. ففي هذه الأحوال تقوى جهاز المترجمين من الجزائريين. واحتاجت السلطة إلى من ينقل الشهادات والأحكام إلى أصحابها وإلى القضاة.
...
وهناك علاقات نشأت بين الجزائريين والفرنسيين، ضباطا وعلماء، للتعاون من أجل نقل المعرفة المنشودة. هذا التعاون كان يفترض فيه أن يظهر وأن يأخذ كل طرف نصيبه من التنويه. ولكن الفرنسيين جعلوا من الجزائريين أشخاصا ثانويين جدا. وقلما يذكرونهم في كتاباتهم. وإذا ذكروهم فبإشارة خفيفة لا تنويها بهم ولكن إظهارا للبراعة والروح العلمية في الموضوع الذي