للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال جامع الديوان إن الشاعر كان ينظم القصائد أثناء الثورة ثم يبعث بها إلى جيش التحرير اعتقادا منه أنها ستظهر بعد الاستقلال، وقبل اعتقاله جمع شعره في كراس وكتب عليه (هذه مجموعة شعرية من نظم الربيع بن الصديق بوشامة، أتقدم بها كأعز أثر وألطف تحية إلى أبناء العروبة والإسلام وحماة الجزائر خاصة)، ورغم ذلك فقد عرفنا أنه لم يكتب في الكراس سوى أربع قصائد (١).

كان الشاعر بوشامة يعرف المناضل عميروش قبل اندلاع الثورة، منذ كانا معا في باريس، وكان عميروش يجمع بين النضال في حزب الشعب والعضوية في نادي جمعية العلماء في عهد بوشامة لاعتقاده أن الجمعية والحزب يتكاملان في رسالتهما الوطنية، وهذه الصلة بين الرجلين هي التي جعلت عميروش، وقد أصبح مسؤولا عسكريا في الثورة، يهيى للشاعر، منذ ١٩٥٧، أوراق الخروج من الجزائر قبل إلقاء القبض عليه، ولكن الاعتقال حصل أثناء وجود الشاعر في مدرسة الثبات ووجهت إليه تهمة تمزيق العلم الفرنسي، وفي ١٤ مايو، ١٩٥٩ وجد مقتولا أمام بلدية بودواو بعد عذاب أليم (٢).

[عبد الكريم العقون]

المعلومات عن حياة الشاعر عبد الكريم العقون شحيحة، فهو من مواليد برج الغدير (ولاية سطيف) سنة ١٩١٨، تلقى تعليمه الابتدائي على يد الشيخ موسى الأحمدي ثم الشيخ عبد الحميد بن باديس ابتداء من ١٩٣٣، ولعل ابن باديس هو الذي وجهه إلى جامع الزيتونة حيث حصل على شهادة التطويع، ثم عمل في مدارس جمعية العلماء مدة خمس عشرة سنة، وقد التقيته عدة مرات في مركز الجمعية بالقصبة سنة ١٩٥٥ قبل سفري إلى الشرق. كان هادئا دمث


(١) جمال قنان، ديوان الشهيد الربيع بوشامة، المتحف الوطني للمجاهد، الجزائر، ١٩٩٤، ص ٣٤.
(٢) ديوان الشهيد الربيع بوشامة، مرجع سابق، ص ٢٣ - ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>