للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقبل اغتياله زود أحمد رضا حوحو المكتبة بمجموعة قصصية سماها (نماذج بشرية) أصدرها له كتاب البعث في تونس سنة ١٩٥٥ ونالت حظا كبيرا من الرضى، ولكنها قصص لا تتناول مواضيع ثورية بل اجتماعية وأدبية شأن قصص حوحو الأخرى، رغم أنها قصص واقعية، وسنذكرها في مكانها، وقد سبق الحديث عن إنتاج كتاب القصة والرواية بالفرنسية أمثال محمد ديب وكاتب ياسين ومالك حداد وآسيا جبار (١).

[المقالة]

دعنا نبدأ بالمقالة التي هي الفن الأدبي المميز للحركة الأدبية في الجزائر. ربما أكثر من الشعر، فالمقالة من أقدم أنواع الفنون الأدبية عندنا، ويهمنا منها بالدرجة الأولى المقالة خلال الثورة، أين ظهرت، ومن فرسانها؟ نعتقد أن أبرز من تخصص في المقالة الأدبية هو الشيخ البشير الإبراهيمي وأن أبرز من تفنن في المقالة السياسية هو أحمد توفيق المدني، وأن أشهر من كتب المقالة الدينية هو الشيخ أحمد سحنون، وأن أحسن من عبر بالمقالة الاجتماعية هو الشيخ باعزيز بن عمر، ويأتي مجليا بعد هؤلاء في المقالة الأدبية حمزة بوكوشة وأحمد رضا حوحو والحفناوي هالي، أما المقالة التاريخية فكتابها متعددون منهم محمد علي دبوز وعبد الوهاب بن منصور، وهؤلاء جميعا ميدانهم غالبا هو جريدة البصائر، وخلال الثورة ظهر جيل جديد مارسوا أدب المقالة بالعربية في المشرق ونشروا إنتاجهم في مجلاته، منهم عثمان سعدي وأبو القاسم سعد الله وعبد الله ركيبي والجنيدي خليفة، أما في تونس فقد كتب المقالة بالعربية عبد الله شريط ومحمد الميلي.

لم تحتكر البصائر ميدان المقالة، فقد ظهر على صفحات هنا الجزائر كتاب مقالة جيدين في الأدب والتاريخ والاجتماع والدين، ومن فرسان هذا


(١) انظر الفصل الذي فيه الحديث من الأدباء بالفرنسية.

<<  <  ج: ص:  >  >>