الدين السهروردي، كما أن طريقة أبي القاسم الجنيد ليس لها أتباع في الجزائر ولكن الشاذلية قد أخذت عنها وكذلك السنوسية، وبعض الطرق تعتبر الجنيد (قطب الأقطاب). وقال السنوسي إن معظم الطرق متصلة بالجنيد.
ومن جهة أخرى أشرنا إلى الصديقية المنسوبة إلى الخليفة أبي بكر الصديق، وهي تتصل في الجزائر بالطريقة الشيخية التي تنتسب إلى الخليفة أبي بكر الصديق، كما أخذ السنوسي عن كبار شيوخ الصديقية، وهي متصلة عندهم بالرسول (صلى الله عليه وسلم). وقد قلنا في مكان آخر إنها متصلة بالخليفة عن طريق سلمان الفارسي، أما العويسية فترجع إلى عويس بن قرآني المتوفى سنة ٣٧ هـ، وليس لها أتباع في الجزائر، ولكن السنوسي أخذ عنها وانضم إليها، وهي ترجع إلى الخليفة عمر بن الخطاب، كما يقولون، وكان السنوسي (خطابيا). كما ذكرنا في نسبه.
كذلك ذكرنا الخضرية التي كان يمثلها أحمد بن إدريس الفاسي في الحجاز إلى وفاته سنة ١٨٣٥. وليس للخضرية أتباع مباشرة في الجزائر ولكننا تحدثنا على أن السنوسي قد أخذ عن الشيخ الفاسي واعتبره عمدته، وكانت زاوية طكوك تقول إنها خضرية، وليس للميرغنية أو الختمية أتباع أيضا في الجزائر، ولكننا عرفنا أن أصل السنوسية والميرغنية (الختمية) واحد، وهو الخضرية، وهناك عدد من الطرق في الجزائر، كالشاذلية، تذكر الخضر في سلاسلها الصوفية، ولا نعرف أن للنقشبندية ولا البكداشية أتباعا في الجزائر في العهد الذي ندرسه، وإنما نعلم أن الأمير عبد القادر قد أخذ النقشبندية عن شيخها في الحجازأثناء حجه سنة ١٨٦٣.
[في ميزاب ومتليلي]
ذكرنا أن الطرق الصوفية لم تنشأ في وادي ميزاب لأسباب ترجع إلى المذهب الإباضي نفسه، وربما ترجع أيضا إلى فشل حركة الجهاد في بقية الجزائر من جهة والطابع العلمي والتجاري لأهل الصحراء، ولا سيما بنو