للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يظهر أن الشيخ محمد السعيد أبوزار من المتمكنين في تراث الزوايا والطرق الصوفية بالزواوة (القبائل)، وقد أسهم بعدة مقالات عن التعليم والقراءات والزوايا والمساجد والشيوخ ونظام الطلبة في هذه العلوم والمراكز العلمية ... ومنها زاوية سيدي منصور، فبعد التعريف بالزاوية عموما (وهي كما قال بيت للعبادة والذكر من جهة وبيت للعلم والقرآن من جهة أخرى) ركز على كون سيدي منصور هذا شخصية غير معروفة جاء من الساقية الحمراء حسب التقاليد الشعبية، أي أنه من الأشراف العلويين القاطنين في تافيلالت، وبعد تجواله في الزواوة استقر في بني جناد دائرة أزفون البحرية، كان ذلك أوائل القرن التاسع الهجري، وقد أخذ الشيخ سيدي منصور ينشر القرآن الكريم والعلم الشريف في زاوية أسسها لهذا الغرض، وبتوالي الأيام أصبحت زاويته معهدا علميا له سمعة وشأن، وقد تكلم الشيخ أبوزار عن الزاوية من حيث موقعها ومؤسسها وتمويلها، وشيوخها ... ولو جمعت بحوثه لجاءت في كتاب لا غنى عنه للمتطلعين للمعرفة.

[الأوقاف]

رغم مرور قرن ورسم على الاحتلال فإن الجزائريين أبقوا على مسألة الأوقاف حية في وجدانهم وكتاباتهم، ففي سنة ١٩٥٢ تحدثت جريدة المنار عن (حرية الدين) في الجزائر ولاحظ أحد كتابها، ويدعى ابن عمار، أن فرنسا تعهدت باحترام الدين الإسلامي عند الاحتلال ومع ذلك لم تف بوعدها، فقد استولت على المساجد الكثيرة وحولتها إلى غير ما أنشئت من أجله كما استولت على الأوقاف، وضرب الكاتب على ذلك مثلا بأوقاف الجامع الكبير بالعاصمة التي كانت تشمل ١٢٥ دارا و ٣٩ حانوتا، وثلاثة مخابز، وتسعة عشر بستانا، أما أوقاف جامع سيدي بومدين بتلمسان فقد كانت تشمل تسع حدائق، وقطعتي أرض، وأربعة بساتين، ومنزلين، ومطحنتين وحماما، وقطعة أرض للحراثة تبلغ ٣٠٠ هكتار، كما لاحظ الكاتب أن فرنسا بعد استيلائها على الأوقاف

<<  <  ج: ص:  >  >>