يقول الشيخ أبوزار إن على طالب العلم أن يصحب معه قلما ودواة ودفترا يسجل فيه شهادات شيوخه له بالحضور في الدرس الذي تلقاه مع زملائه عن شيوخهم مع ذكر اسم كل منهم، والمراد بالسند هنا هو سد تجويد القرآن أو فن الرواية، وهو من أهم العلوم التي عني بها علماء القراءات، وأكمل سند عثر عليه الشيخ أبوزار هو سند الشيخ أبي القاسم البوجليلي.
فقد ذكر الشيخ البوجليلي نفسه في كتابه (التبصرة في القراءات العشر) أن سند قراءته يبدأ بافتتاحه قراءة القرآن على والده ثم على الشيخ العربي بن الجودي الأخداشي اليتورغي بزاوية سيدي عبد الرحمن اليلولي سنة ١٢٦١ هجرية، ثم على الشيخ الطاهر الجنادي، وقد أخذ الجنادي روايته على الشيخ ابن صالح الوزقاني كما أخذ اليراتني عن الشيخ محمد بن يحيى اليراتني بالزاوية اليلولية، وعن محمد بن علي ابن مالك التقابي المتوفى سنة ١٢٨٢، وقد أخذ اليراتني عن الشيخ محمد بن سبع، وهو عن الشيخ عبد الله بن خراط المتوفى سنة ١٢٦٥، وأخذ ابن خراط وابن يذير اليعلاوي وابن تريغت عن ابن قري عن محمد بن عنتر من أولاد علي حرزون، عرش أولاد علي حرزون، عرش أولاد بترون.
ونسخ ابن عنتر بيده تسعا وتسعين نسخة من المصحف الشريف ولكنه لم يكمل المائة، ووزعها على مختلف الأماكن، وتميزت نساخته للقرآن بجمال الخط ودقة النقل وصحة الرسم، واجتهد أن تكون النسخة الأخيرة هي المرجع، ولكنه توفي قبل إتمامها، وأخذ هو عن شيخه عبد الرحمن اليلولي، وتوفي سنة ١١٠٥ ودفن ابن عنتر بجوار شييخه اليلولي، وأخذ اليلولي عن شيخه سيدي محمد السعدي دفين غابة مزانة بين دلس وتيقزرت، وهو عن شيخه عبد الرحمن ابن القاضي الفاسي شارح درر ابن بري، وهو عن شيخه عبد الواحد بن عاشر، شارح منظومة مورد الظمآن في رسم القرآن (١).