للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونعتقد أن هناك تقاريظ أخرى لم نقف عليها. ويمكن أن تدخل ضمن التقاريظ أيضا تلك التعاليق التي كتبها المتأدبون على الإنتاج الأدبي، مقالة أو قصيدة أو كتابا، كإشادة الإبراهيمي وشكيب أرسلان والطيب العقبي بشعر محمد العيد في مناسبات عديدة (١).

[الخطابة]

نعني هنا الخطابة باللغة العربية ارتجالا أو كتابة. وقد مرت بمراحل سنذكرها. وتنوعت إلى أربعة أنواع على الأقل، وهي الخطب السياسية - الجهادية، والخطب الدينية، والخطب الإصلاحية - الاجتماعية، والخطب التعليمية والتأبينية. ومن الجدير بالذكر أن الخطباء نادرون لأسباب يرجع بعضها إلى طبيعة الجزائري نفسها التي تتميز بالتحفظ والتردد في الكلام عادة، وإلى ظروف السياسة التي قيدت الخطباء وحرية التعبير وأنشأت قوانين القمع والرعب، وأخيرا يرجع إلى ضعف المستوى الثقافي الذي تحدثنا عنه في فصول التعليم ومحاربة اللغة العربية.

والمراحل الرئيسية التي مرت بها الخطابة هي عهد الأمير، وعهد الأشراف والمرابطين، ثم عهد المصلحين والساسة. ففي العهد الأول وجدنا الخطابة متصلة بزعماء المقاومة وعلى رأسهم الأمير عبد القادر. فكان خطيب الأمة وخطيب الجهاد وخطيب الصلوات. أول خطبة ألقاها تتمثل في قبول البيعة والحث على الجهاد والطاعة. ثم توالت بعد ذلك الخطب في


= (سائق السعادة)، انظر سابقا. وخلال الخمسينات كان أحمد الأكحل من كتاب مجلة (هنا الجزائر) أيضا.
(١) انظر كتابنا (شاعر الجزائر: محمد العيد) ط. ٣؛ في آخر الجزء الثاني ذكر الهادي السنوسي في (شعراء الجزائر) مجموعة من التقاريظ، منها تقريظ الشيخ مبارك الميلي. وفي جريدة (البصائر) الصادرة سنة ١٩٤٧ عناية خاصة بما تصدره المطابع وتنويهات بالكتب مثل الظاهرة القرآنية وغادة أم القرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>