للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيء عند صلاة المغرب (١). ومن أشهر رجال الحنصالية الشيخ أحمد الزواوي الذي عاصر صالح باي وثار عليه كما أسلفنا. ثم أخذها عنه بعض علماء قسنطينة أمثال الشيخ أحمد المبارك الذي تولى بهذه المدينة التدريس والفتوى وترك بعض التآليف. وقد قيل إن عائلة المبارك (المعروفة أيضا باسم عائلة العطار) أصبحت كلها حنصالية (٢). ويبدو أن الطريقة الحنصالية لم تكن على علاقة طيبة أيضا مع العثمانيين. فبالإضافة إلى ثورة أحمد الزواوي على صالح باي وجدنا أبا القاسم الرحموني الحداد يعرض في شعره بسوء الأحوال السياسية والاقتصادية في عهده ويشيد في نفس الوقت بالطريقة الحنصالية والرحمانية.

[عبد الكريم الفكون ونقد المتصوفين]

ونعتقد أنه لا يمكن أن تتضح معالم هذا الفصل إلا بالحديث عن ناقد سلوك المرابطين في وقته، وهو عبد الكريم الفكون. ولهذا السبب أيضا أخرنا الحديث عنه إلى هذا المكان. ففي دراستنا لإنتاج المتصوفين، وهو كثير، لم نجد منهم من انتقد معاصريه انتقادا لاذعا ودعا إلى ما يمكن أن نسميه (بالتصوف السلفي) إلا الأخضري وعبد الكريم الفكون (٣).

ولد عبد الكريم الفكون في قسنطينة سنة ٩٨٨. وهي السنة التي توفي فيها جده عبد الكريم الفكون فسمي عليه. فهو إذن عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الفكون. وبعد حياة حافلة بالعلم والعمل توفي في نفس المدينة سنة ١٠٧٣. وقد كانت أسرة الفكون، كما أشرنا، تتمتع باحترام واسع في


(١) شارل فارين (عبر بلاد القبائل) - ١٨٦٥؟ - ٨١.
(٢) انظر (تاريخ حاضرة قسنطينة) لأحمد المبارك ترجمة دورنون (المجلة الإفريقية)، ١٩١٣، ٢٦٧. في الأجزاء اللاحقة إضافات وتنقيحات عن الحنصالية.
(٣) سبق أن ذكرنا أن محمد بن عبد الكريم المغيلي قد فعل ذلك أيضا ولكن المغيلي من أهل القرن التاسع (توفي سنة ٩٠٩) فهو خارج العهد العثماني.

<<  <  ج: ص:  >  >>