خلط في المعلومات سواء من الناقل أو من المنقول عنه، فالكتاب اسمه (كتاب المرآة)، وليس (مرآة الجزائر) الذي هو لعلي رضا بن حمدان خوجة، وليس هو مرآة الأحوال ... والمترجم للمرآة هو حسونة دغيز الليبي الطرابلسي وليس اللبناني ... وأن سنة طبع النسخة الفرنسية لكتاب المرآة هي ١٨٣٣ وليس ١٨٧٣ ...
ترى ما مصير القاضي مسعود مجاهد؟ لا شك أن له تجربة عميقة ووثائق دامغة في القضاء الشرعي في الجزائر في العهد الفرنسي، وكم كنا نتمنى لو أنه ترك التاريخ لأهله وكتب كتابا مرجعا عن القضاء، ولاسيما القضاء الإسلامي الذي كان ضحية الاستعمار، فهل ترك مجاهد في وثائقه مخطوطا في شؤون القضاء والقضاة في الجزائر؟
الجزائر الثائرة
يعتبر صاحب هذا الكتاب الشيخ الفضيل الورتلاني، من زعماء العالم الإسلامي وربما كان يعد نفسه لخلافة ابن باديس، الذي تتلمذ عليه وأخذ منه العلم وروح القيادة، ولكن عوامل غير متوقعة صدمت إرادته وطموحه وجعلته مثل الأفغاني، ينجو بجلده في كل مرة حوصر فيها إلى أن دخل القفص في بيروت ثم تركيا كما دخل الأفغاني القفص في اسطانبول، كلاهما كان حيا ولكنه مشلول الحركة وحتى اللسان، وهذا أعظم ما يصيب الزعيم.
بدأ الورتلاني نشاطه في الجزائر معلما وداعية، وحلال مشاكل، على صغر سنه، ثم أرسل به أستاذه إلى فرنسا ليسابق حزب الشعب للفوز بالجالية الجزائرية في المهجر باسم جمعية العلماء وليدخل هذه الجالية في حظيرة العروبة والإسلام حتى لا تضيع في عش الإهمال والغزو الفكري المصبوب عليها من جميع الاتجاهات، وفي دورة ما تزال غامضة ترك الورتلاني فرنسا والتحق بالقاهرة، ويبدو أن هذه النقلة كانت بتوجيه من حركة الإخوان المسلمين الباحثين عن القيادات الشابة والفعالة في العالم الإسلامي، رغم أن