فعندما جاء ذكر مصطفى الأشرف مثلا قال أمامه: عدة كتب عن الجزائر (كذا)، ومحمد بن تومرت: الجزائر (كذا)، ومادة الكتاب متداخلة مع مواد الكتاب السابق، وهو مكتوب بأسلوب دعائي مكشوف، وليس فيه هوامش ولا تعاليق، ويبدو أنه أضاف أشياء إلى هذه الطبعة لأنه تحدث عن الجزائر بعد الاستقلال أيضا، (ص ٣٨٧)، وقد صدرت طبعته الثانية بمناسبة الذكرى العشرين للاستقلال.
ولمسعود مجاهد كتاب بعنوان (تاريخ الجزائر) ولعله هو (الجزائر الحرة) سابق الذكر، وقد جاء ذكر الكتاب كاملا في رسالة شكر بعث بها إليه السيد محمود بوعياد مدير المكتبة الوطنية بعد تلقيه إهداء المؤلف له مجموعة من كتبه، ومنها: الجزائر عبر الأجيال، وتاريخ الجزائر الحرة (كذا)، وانهيار خطط الاستعمار الفرنسي في الجزائر، وأضواء على الاستعمار الفرنسي للجزائر (١).
ويبدو أن نفس الكتاب قد تكرر عنوانه، إذ نجد (تاريخ الجزائر) يحمل أيضا تقديم أسعد بيوض التميمي مثل الكتابين السابقين، وهو يشبههما في العناوين الداخلية وفي المنهج، مع إضافة عناوين مثل: تفاعل العرب مع الأمازيغ، ودور الأساطيل الإسلامية في البحر الأبيض المتوسط، ومقاومة الشعب الجزائري للأتراك ... وتخبط الغزو الفرنسي، وعهد الأمير إلى التسليم ... ونلاحظ أنه أخذ معلومات غزيرة من كتاب (تحفة الزائر) لمحمد بن الأمير، ومن كتاب (المرآة) لحمدان خوجة، وعن أحمد توفيق المدني، وقد قال مجاهد عن خوجة ما يلي: (وترك وثيقة من أغرب وأثرى وثائق التاريخ الجزائري الحديث ... كتابا ضخما أسماه مرآة الأحوال نقله إلى الفرنسية أحد الكتاب اللبنانيين وطبع في مجلد ضخم سنة ١٨٧٣ بمدينة باريس .. (وهذا كله
(١) تاريخ رسالة بوعياد هو ١٠ مايو، ١٩٦٦، وفي وقت لاحق ١١ يناير ١٩٧١ أرسل السيد مجاهد رسالة إلى وزير العدل عندئذ، بوعلام بن حمودة، طالبا منه الإذن بنشر كتاب تاريخ الجزائر (كذا)، وهذا طلب غريب، فهل كان المؤلفون الجزائريون يستأذنون في طبع أو إعادة طبع كتبهم؟ ومهما كان الأمر فإن الوزير قد أذن له برسالة تاريخها ١٩ يناير ١٩٧١، وفي الرسالة أن السيد مجاهد (المدافع القضائي، الحراش).