للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقوافي)، وهو عنوان طويل لرجز لم يبلغ عندما طبع اثني عشر صفحة. وقد قام البعض بشرح هذا الرجز أيضا (١).

والشعر التعليمي متوفر بكثرة حتى لدى الشعراء المحدثين. فنحن نجد قصيدة لمحمد العلمي عنوانها (العلم والتعليم)، وطالعها:

بدا طالع الإرشاد في مشرق البدر ... فأشرقت الأنوار في جنة العصر (٢)

وقد نوه الشاعر بنادي الترقي وبشائر النهضة التعليمية الحرة التي كان ابن باديس رائدها. وراح الشعراء منذ العشرينات يضربون على هذا الوتر، وهو الشعر الإخواني، كل حسب مهارته. فكان أبو اليقظان، ومحمد الطاهر التليلي، ومحمد العيد، وأحمد سحنون، والربيع بوشامة، وعبد الكريم العقون من الضاربين المجلين عليه (٣).

[الشعر الذاتي]

ونعني به شعر الوصف والحب والتأمل والحنين والشكوى وما إلى ذلك مما يعبر عن خلجات النفس والمشاعر الذاتية. وقد أدخلنا في هذا الصنف الحوار بين البادية والحاضرة، لأنه من الميول النفسية. وكان يمكن إدخال شعر التصوف والتوسل في هذا أيضا لأنه يعبر عن الوجد والشكوى والتأمل والذوبان في الله عند الشعراء المطبوعين الصادقين.

ولدينا من الشعر الذاتي نماذج عديدة مما يرجع إلى القرن الماضي. ولكنه كثر في المرحلة التي تبدأ من ١٩٢٠. وعند الأمير عبد القادر


(١) ط. تونس ١٣١٠ هـ.
(٢) تقويم المنصور السنة ٥، ١٣٤٨.
(٣) من شعراء الإخوانيات الشيخ محمد الطاهر التليلي الذي يضم ديوانه المخطوط قطعا وقصائد في ذلك. وكثيرا ما تتحول عنده الرسائل إلى أشعار وأراجيز ذات ألفاظ سهلة ومعاني رمزية. ولكنه لم ينشر من شعره إلا القليل. ولا شك أن لغيره ما يشبه ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>