للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيضا من هذا الفن. وقد ذكر دبوز أن للشيخ أطفيش بعض الشعر المرموز، مثل قصيدته العينية:

تقول نساء المصر هذي ديارنا ... عوامر، قلت بل ديار بلاقع

فإن لم يكن لي في حماكن موضع ... فلي في حمى تلك الوجوه مواضع (١)

ونكاد نقرأ هذا الشعر على أنه غزل، ولكن بعض الشيوخ أو أتباعهم لا يريدون ذلك، فينسبون هذا الشعر إلى الرمز (؟). وهذا على غرار وصف محمد العيد ورفيقه امرأة فرنسية في بستان ببسكرة، ولكن (الشهاب). فسرت الوصف اعتباطا بأن المقصود به غزال، حتى لا يغضب القراء وتحافظ المجلة على سمعتها الدينية (٢).

والشعر التعليمي إخواني أيضا إلى حد كبير. وهو عادة في شكل أراجيز، أو أبيات للحفظ، ومن ذلك نظم الكبابطي لحدود المنطق. وسلم (رجز) ابن الموهوب للكافي في العروض، ونظم محمد المازري لمتن مختصر خليل في الفقه. وهكذا يقول الكبابطي:

أيا معشر الخلان جولوا بفكركم ... لهيب اشتياقي هل يرى فصل حده

فإن حبيبي قد شجاني بصده ... وما جاد لي يوما بطيف خياله

سروري جزئي لكلي وصله ... أيدرك سلواني بلا جنس قربه (٣)

أما نظم خليل فقد سبق إليه عدد من النظامين، ومنهم الشيخ خليفة بن حسن القماري، وهو نظم مطبوع ومنشور أول هذا القرن. وقد عاش المازري إلى سنة ١٢٨٦ (١٨٦٩) (٤). وسمى ابن الموهوب رجزه (الرجز الشافي والتبر الصافي في نظم الكتاب المسمى بالكافي في علمي العروض


(١) دبوز (نهضة) ١/ ٣٢١.
(٢) عن ذلك انظر كتابنا (شاعر الجزائر).
(٣) انظر دراستنا عنه في أبحاث وآراء ٢/، والقطعة في سبعة أبيات.
(٤) تعريف الخلف ٢/ ٥٤٩. وكان المازري هو شيخ الحفناوي بن الشيخ - وجده لأمه. أما الشيخ خليفة بن حسن القماري فانظر عنه الجزء الثاني من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>