للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واشتهر الشيخ محمد بن يوسف أطفيش بحله (لغز الماء) الذي عجز عن حله المعاصرون. وقد كوفئ على ذلك بأوسمة من قادة بعض الدول، ومنهم رئيس فرنسا (١). وللشيخ أطفيش أشعار إخوانية تفرقت في أيدي تلاميذه.

وأرسل الشيخ كحول إلى جريدة (الحاضرة) التونسية قصيدة تقريظية وفيها إجابة عن لغز طرحه شاعر تونسي يدعى عمر بن بوبكر. قال هذا الشاعر مشيرا إلى جريدة الحاضرة:

ما قولكم في غادة فتانة ... في رأسها بدر الدجى إكليل

إنسية مربية عجمية ... غصن الندى من وبلها مطلول

تاهت على عشاقها بلواحظ ... وغدت ترد الطرف وهو كليل

فكانت إجابة الشيخ كحول على ذلك هي:

خذ يا أخا التقوى جواب اللغز من ... باع قصير فهما متبول

ما الغادة الفتانة إلا الحاضرة ... نبراسها بدر الدجى إكليل

جمعت نقولا من جرائد جمة ... غصن الندى من وبلها مطلول (٢)

ونحن نذكر هذه الأبيات على ما فيها من تكلف لندلل أيضا على الصلات الإخوانية بين شعراء المنطقة من جهة، وعلى أن الشيخ كحول كان من الذين يعالجون الشعر.

وقد شاع شعر الألغاز بعد ذلك، لدى محمد العيد. فكان يستعمله رياضة شعرية وتعمية سياسية ووسيلة لتعليم الأطفال. وكان يصوغ عدة أبيات ويترك لخيال الأطفال الأدبي يبحث عن المعنى. وهكذا نجد له ألغازا في القهوة وفي الأذن ونحو ذلك. ولا شك أن لدى الشعراء الآخرين بضاعتهم


(١) دبوز (نهضة)، ١/ ٣١٩ - ٣٢٠. والمدني (كتاب الجزائر)، ص ٩١.
(٢) وقد ذكر منها علي لعريبي في مجلة (الحياة الثقافية)، ٣٢ (١٩٨٤)، ص ٧٢ - ٧٣، سبعة عشر بيتا. وهي منشورة في (الحاضرة) أول مارس، ١٨٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>