للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثيرا فيه عبارات الدنان والحان وغيرها مما كان يستعمله أهل التصوف، كابن الفارض، ويقصدون به السكر بالخمرة الإلهية، وكان محمد ساسي ينشد الأشعار والأزجال في الحضرة الصوفية والمواكب الدينية (١).

والغالب أن تكون قصيدة محمد بن محمد الموفق المشهور بابن حوا المسماة (الريحانة المروحة على القلوب المقترحة) من هذا النوع أيضا. فقد كان هو من أهل الخير والصلاح، وتشهد أرجوزته (سبيكة العقيان) على أنه كان مهتما بحياة الأولياء والصلحاء كما فعل ابن مريم

والمغوفل والمازوني (٢) ومن جهة أخرى روى ابن مريم أن محمد بن عبد الجبار المسعودي الفجيجي الذي بلغ درجة القطابة في التصوف والذي كانت له زاوية بوطنه (حدوش)، كان أيضا (شاعرا ماهرا في الشعر) وكانت له منظومات في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) حتى (كتب عنه مجلد كبير في مدح النبي (٣))، وقد كان محمد الفجيجي صديقا حميما لأحمد بن يوسف الملياني المتصوف.

ولا شك أن الشعر الديني بجميع أغراضه كثير في العهد الذي ندرسه،

ولم نأت منه هنا إلا على نماذج للتعرف على غرضه، وقوة أو ضعف الوسيلة التي قدم بها. ومن نافلة القول ان هذا الشعر كان مرآة لثقافة أصحابه. بقي أن نشير إلى أن المراثي الأخرى العامة قد تناولناها في الشعر الاجتماعي وليس في الشعر الديني.

[الشعر السياسي]

لم يرتبط الشعر بالسياسة في الجزائر خلال العهد العثماني إلا في


(١) انظر عنه الفصل السادس من الجزء الأول.
(٢) عن ابن حوا انظر بودان (مجلة جغرافية وهران) ١٩٣٣، ٢٣٧، وقد توفي ابن حوا بأحواز مستغانم بعد سنة ١١٧٦.
(٣) ابن مريم (البستان)، ٢٨٧. توفي محمد الفجيجي سنة ٩٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>