بالمرة، وانتهى إلى وجود حل لها، كما قال، لكن ماذا عن طلبة المدارس والمعاهد الأخرى؟ أما عن ممثل الوزارة في المغرب فهو السيد محمد الفرجاني خطاب، وعندما عقد الوزير جلسة عمل مع لجنة الطلبة حضرها أيضا ممثل جبهة التحرير، الشيخ محمد خير الدين، ورتب للطلبة شؤونهم المالية وخصص لهم منحا شهرية ...
وقد ذكر الوزير أن مكتب اتحاد الطلبة الجزائريين قد خصص له مبلغا قدره ثلاثة آلاف فرنك (٣٠٠٠)، أي منحة ألف فرنك لـ ٢٦ طالبا بمدرسة الاتحاد المغربي للشغل، أما الباقون من طلبة القرويين الذين لم يدفع لهم فعددهم ١٣٤، وهكذا يفهم من توزيع المنح أن هناك طلبة جزائريين: ١ - في القرويين (يأخذون أكبر قسط من المنحة). ٢ - معهد مكناس. ٣ - مكتب الاتحاد العام في الرباط. ٤ - مدرسة الاتحاد المغربي للشغل (عددهم ٢٦ طالبا)(١).
[الطلبة في المشرق العربي]
عاش الطلبة الجزائريون عموما في شتات مستمر، فرغم انتمائهم إلى بلد واحد فإنهم كانوا لا يلتقون في جامعة أو اتحاد أو رابطة، كانت تفصلهم حواجز عديدة، لغوية وذهنية وجغرافية، فطلبة الجزائر في فرنسا مثلا ربما يشعرون
بأنهم أقرب إلى زملائهم التونسيين والمغاربة في فرنسا من مواطنيهم الذين يدرسون في تونس أو المغرب (مراكش) أو مصر، لذلك نشأت جمعية لطلبة شمال إفريقيا في فرنسا تضم طلبة المغرب العربي منذ العشرينات من القرن العشرين، ولكنها لم تشمل طلبة الجزائر في تونس ومصر ومراكش، ونشأت جمعية الطلبة الجزائريين في تونس منذ الثلاثينات من القرن العشرين ولكنها لم تشمل طلبة الجزائر في فرنسا ونحوها، وقد تأسست كذلك جمعية طلبة الجزائر في العاصمة في العشرينات أيضا ولم تشمل طلبة الجزائر في البلدان المجاورة.
(١) أنظر أحمد توفيق المدني، حياة كفاح، الجزائر، ج ٣، ص ج ٤٦.