للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وضعت بأسلوب قصصي)، وهي قصة واقعية تروي حوادث حقيقية وقعت لأناس (ما زالوا يجترون الحياة)، أما قصة (فاطمة) (فهي قصة كل امرأة جزائرية .. المرأة التي عاشت حقا ثورة أول نوفمبر بكل ما فيها من أبعاد)، وهكذا تصف زهور ونيسي قصصها الواحدة تلو الأخرى، وهي تتساءل مع قصة (الرصيف النائم) (أصحيح يوجد ... في أرض الجزائر على مدى خمسة أجيال رصيف نائم) والجواب هو: لا، إن أرصفة الجزائر لم تعرف إلا (الضجيج والصراخ والعويل والانفجارات) (١).

[الحبيب بناسي]

ولعل (صرخة القلب) للحبيب بناسي تدخل ضمن هذا القصص السردي أو المقالة القصصية، فقد نوه محمد منيع بالصرخة وعرضها على القراء وقال إن المؤلف بذل جهودا شاقة، وبكى وحن إلى الوطن وواجه الحيرة والألم، لأنه جاء من غربة وحل بوطن مضطرب وتألم لأمته المعذبة، ولكن السيد منيع لم يصف لنا الكتاب ولا محتواه فبقي محتواه غامضا على من لم يقرأه، كما أنه لم يتحدث عن حجمه ولا مكان صدوره (٢).

وقد واصل الحبيب بناسي فنشر قصصه الحيوية الجميلة في تونس بعد اختفاء البصائر وتفرق قراؤها وكتابها على الصحف الأخرى، ومنها الصحف التونسية أيام الثورة، فنشر بناسي ثلاث قصص في جريدة الزيتونة بتونس سنة ١٩٥٦، ومنها مأساة أسرة، وشهيد بلا قبر، والدكتور الشهيد، ولا ندري الآن مواضيع هذه القصص التي يبدو أنها من وحي الثورة، كما أننا لا ندري ما مصير


(١) أصل هذه الكلمة منشور في مجلة القبس، عدد ٩ - ١٠، أفريل - مايو ١٩٦٨، وأيضا في كتابنا تجارب في الأدب والرحلة، ط ٢، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ٢٠٠٥، ص ١٤٣ - ١٤٤.
(٢) البصائر ٣٣٤، ٢٣ سبتمبر ١٩٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>