للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذين منهم الشاعر محمد العيد آل خليفة. وهي لا تخلو من العلم رغم الطابع الصوفي - الطرقي الذي كانت عليه. وفي سنة ١٩٢٩ تحدث الشيخ عبد الحميد بن باديس، عند زيارته للعين البيضاء، أن بها مدرسا متطوعا هو الشيخ السعيد الزموشي، وبها المسجد الذي أقامه الشيخ موسى العربي الصائفي على أنقاض الزاوية المذكورة. إضافة إلى القاضي عبود الونيسي، أخ الشيخ حمدان، وكذلك إمام الجامع، الشيخ الزواوي بن معطي، وعبد الرحمن بن عزوز من الطريقة الرحمانية، والطاهر بن الأمين، والأديب الشاعر حسن بولحبال، وغيرهم (١). وهذا يعني أن الإدارة الفرنسية لم تعد هي وحدها المنشطة لحياة التدريس في المساجد.

[المرتبات والتلاميذ والبرامج]

بعد هذه الجولة في تقارير المفتشين عن المدرسين والتعليم الذي يفترض فيه أنه تعليم مسجدي وسط بين المدرسة الفرنسية الابتدائية الموجهة للجزائريين وبين المدارس الشرعية - الفرنسية الثلاث. دعنا نختم ذلك ببعض الملاحظات عن الرواتب وعدد التلاميذ واقتراحات المفتشين التي لا تخص مدرسا بعينه.

كل المفتشين تقريبا كانوا يلحون على ضرورة رفع مرتبات المدرسين. كان قانون ١٨٩٨ قد نص على جعل المرتبات السنوية هكذا: ٦٠٠،.٩٠٠، ١٢٠٠ فرنك. أي أن هناك ثلاث طبقات من المدرسين. ولكن منذ ١٩٠٦ أخذ المفتشون يوصون برفع هذه المرتبات لأنها غير كافية لمعيشة المدرس وعائلته. فأوصى ألفريد بيل سنة ١٩٠٥، بأن يكون المدرسون على خمس طبقات ولكل طبقة أو صنف مرتبه السنوي هكذا: ٩٠٠، ١٢٠٠، ١٥٠٠، ١٨٠٠، ٢١٠٠ فرنك.

وأكد السيد ويليام مارسيه W.Marcais ذلك في تقرير ١٩٠٨، وقال ان كل


(١) آثار ابن باديس، ٤/ ٢٣٤، حسن بولحبال هو الأديب الذي ورد شعره في كتاب (شعراء الجزائر) للسنوسي. وترجمته كذلك فيه. وقد تولى عدة وظائف قضائية ودينية.

<<  <  ج: ص:  >  >>