للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجزائريين عشية الثورة: جناحان لطائر واحد ولكنهما لا يلتقيان ولا يصفقان معا للوصول إلى غصن واحد (١).

جاء في مصدر فرنسي موثق أن عدد الطلبة الجزائريين في الزيتونة بتونس حوالي ألف (١٠٠٠) وأن عددهم في القرويين بالمغرب حوالي ١٢٠ (مائة وعشرين)، وحوالي ١٥٠ (مائة وخمسين) في الأزهر بمصر، وأضاف المصدر إن هؤلاء الطلبة ينحدرون من عائلات أرستقراطية أو برجوازية، وأنهم درسوا في البداية في الكتاتيب القرآنية و (المدارس) التقليدية، وأنهم يدرسون بالعربية المختلفة عن العربية الشائعة في الجزائر ويتولون الوظائف القضائية التي تشرف عليها فرنسا، وهذه المعلومات كلها غير دقيقة ما عدا ربما ما يتعلق بالإحصاء (٢)، ذلك أن الوظائف القضائية لم تكن مفتوحة أمام المتخرجين من المعاهد الإسلامية، كما أنه من الخطأ أن نقول إن أبناء الكتاتيب والزوايا والفلاحين يمثلون البرجوازية أو ينحدرون من عائلات أرستقراطية.

[من نشاط الطلبة في المشرق العربي]

وإليك عينة مما قام به طلبة القاهرة من نشاط ثقافي وإعلامي، ضمن سلسلة من المحاضرات والندوات، في مقرهم بالقاهرة: الديموقراطية في الإسلام قدمها مالك بن نبي، محمد العيد آل خليفة قدمها أبو القاسم سعد الله، الثقافة الوطنية قدمها إبراهيم غافة، سياسة ديغول في الجزائر وموقف الثورة قدمها عدة بن قطاط، رسالة الطالب قدمها إبراهيم مزهودي، أحمد رضا حوحو ونضال الكلمة قدمها أبو القاسم سعد الله، دور المرأة الجزائرية في الثورة قدمها بوعلام الصديق، نظرية الحضارة قدمها مالك بن نبي، نظرات في تاريخ الجزائر العثمانية قدمها أحمد توفيق المدني، الكفاح النفسي قدمها أبو مدين الشافعي.


(١) عن وضع الطلبة الدارسين في الجامعات والمعاهد الفرنسية انظر تعليق المجاهد على إضراب ١٩٥٦ وكذلك كتاب غي بيرفييه، الطلبة الجزائريون في الجامعات الفرنسية ...
(٢) انظر روبير هارون، وآخرين: أصول حرب الجزائر، باريس ١٩٦٢، ص ٢٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>