للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدراسة والمقالة مثل عبد الله ركيبي والجنيدي خليفة، وهناك من بدأها ثم توقف لأسباب طبيعية كالوفاة مثل عبد الملك بوصبيع، فهذا الرجل (الطالب) قد نشر قصتين في جريدة الصباح التونسية، ربما سنة ١٩٥٦ أو سنة ١٩٥٧ قبل أن يتلقفه الموت فجأة (١).

[قصاصون آخرون]

وفي هذه الفترة نشرت جريدة (المجاهد) قصة قصيرة - على غير عادتها - بعنوان (الضفدعة الشهيدة) وردت فيها رموز عديدة ترجع إلى سنة ١٨٣٠، منها أن الجنود الفرنسيين قتلوا الضفدعة ليلا لأنها كانت تقلقهم بنقيقها المتواصل، كما قتلوا الحارس، وهو حارسهم، ليلا أيضا خوفا ورعبا منه، كانوا يستريحون بالمكان أثناء إحدى الغارات، ومن الرموز التي أوردتها قصة الضفدعة الشهيدة المسجد والضريح الواقع فوق ربوة، وهو ضريح أحد الأولياء، والولي هنا هو الضفدعة نفسها التي أصبح السكان يعتقدون أنها مقدسة وولية صالحة قتلها الكفار، لكن والد الفتاة، وهي صديقة الجندي الثوري، حكى لها أصل الحكاية أي أنها ضفدعة وليست ولية، وتقدم هذه القصة مشهدا للصداقة والشعور بالحب المتبادل بين الجندي والفتاة كما تقدم أسلوبا جميلا في القصص الأدبي، وقد أخذت القصة صفحة كاملة من المجاهد، كما أنها نشرت بدون توقيع ولا إشارة إلى أنها موضوعة أو مترجمة (٢).

كما نشرت المجاهد قصة عنوانها (من الأدب الثوري)، وهي ليست قصة جزائرية على كل حال، وكان الهدف من نشرها هو إعطاء نموذج من الأدب الصيني أو الفيتنامي الثوري، وكانت تنشر أحيانا قصصا معربة من الأدب الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية، أما لجوءها إلى نشر قصص من الأدب الأجنبي فهي عادة تريد به نموذجا من الأدب الريفي يخدم الثورة لأنه يتحدث


(١) الجابري، النشاط العلمي ... ص ٣٧٠.
(٢) المجاهد ٥١, ٢١ سبتمبر ١٩٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>