للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هي صورتهم الحقيقية، وربما كان منها أيضا محاولة البعض أن يعيشوا كالفرنسيين في كل شيء (الاندماج) حتى تزول عنهم الصورة المشوهة. وقد لاحظ مغربي أن هذه الفئة كانت قليلة أو شاذة (١).

[المطابع]

قلنا إن المطبعة في الجزائر نشأت مع الاحتلال الفرنسي ولم تكن معروفة قبله. وأول مطبعة هي المسماة (الأفريقية) والتي حملت أثناء الحملة على إحدى السفن، وهي التي طبعت عليها الجريدة العسكرية (الاسطافيت) بمرسي سيدي فرج، في شهر يونيو ١٨٣٠. وقد تحولت تلك المطبعة إلى مطبعة رسمية تابعة لجهاز الإدارة الجديدة، تطبع فيها المراسيم والمنشورات ونحوها. وفي ١٨٣٢ جاء المتصرف المدني، جنتي دي بوسيه، بمطبعة عربية - فرنسية. وقد طبعت فيها جريدة (المونيتور) الجزائري، والمعاجم الأولى - فرنسية - عربية. والظاهر أن جريدة (المبشر) التي صدرت سنة ١٨٤٧ كانت تطبع أيضا في المطبعة الرسمية قبل أن تطبع في عدة مطابع أخرى خاصة، ومنها مطبعة فونتانة.

ويقول دي بوسيه إن الفرنسيين ركبوا الحروف الأبجدية المغاربية لاستعمالها في الجزائر، وإن الحكومة اقترحت استعمالها في المطبعة الملكية التي كان يشرف عليها أوبيتي OPPETI، منضد مطبعة الحكومة. وأنشئت لجنة برئاسة دي ساسي تضم المستشرقين البارزين في بلاط فرنسا لتصنع برنامجا لمعاجم النحو العربي/ الفرنسي والفرنسي/ العربي.

أما المطابع الفرنسية الخاصة فقد كانت كثيرة. وكانت معدة لطبع كل شيء، بما في ذلك الجرائد والكتب والمنشورات والبطاقات والسجلات


(١) عبد الغني مغربي (الجزائريون في مرآة السينما الاستعمارية)، الجزائر ١٩٨٢. انظر عبد الحميد بن هدوقة (علاقة الأدب). ضمن كتاب (مظاهر من الثقافة الجزائرية) منشورات المركز الثقافي الجزائري، باريس ١٩٨٦، ص ١٦٢ - ١٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>