وصلنا في كتابنا تاريخ الجزائر الثقافي فيما يتعلق بالمسرح والفنون إلى مشارف عهد الثورة، ولكننا لم ندرسه، وها نحن اليوم نريد مواصلة المسيرة بدراسة ذلك العهد وتتبع تطورات ما حدث خلال الثورة فنعثر على إنتاج مهم، سيما بعد أن دعمت الثورة نفسها هذا الإنتاج بإنشاء الفرقة المسرحية وصعود ممثلين ارتبطوا بالفكر الثوري وظهور مسرحيات جديدة تتبنى قضية الجزائر على المستوى الوطني والعربي والعالمي، وقد حدث مثل ذلك في الموسيقى والسينما والتصوير والخطاطة ...
ولكن هناك جوانب لم نجد عنها معلومات جديدة هامة كالمكتبات والمتاحف، فقد ظلت المكتبة الوطنية والمكتبة الجامعية والمكتبات الولائية والبلدية تنمو وتضاف إليها الفهارس والكاتلوغات والدوريات ونحوها، ولكننا لم نعثر على دراسات أو رصد لهذه المؤسسات والأعمال، خلافا للعهد السابق للثورة، ويبدو أن تأثير الأحداث على المسؤولين الفرنسيين، ولا سيما المثقفون قد جعلهم يغادرون الجزائر بطريقة ارتجالية تاركين أوراقهم وتقاريرهم وراءهم بدون حماية ولا نظام أو أنهم أخذوها معهم فظلت بدون متابعة، كما أن إرهاب المنظمة السرية ضد المؤسسات التعليمية والعلمية وضد المثقفين ترك جانب المكتبات والمتاحف وغيرها في حالة فوضى وربما في حالة بؤس واندثار.
ومع ذلك فقد أقمنا هذا الفصل على قواعد سابقه، كما قلنا، من خلال