للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي منظومة في مخرجي أحاديث الجامع الصحيح للبخاري وعدد الأحاديث التي لكل منهم، ومن هو المكثر ومن هو المقل في السند على ما أورده ابن حجر. وزاد عليه القوجيلي التعريف بالوفاة وتكملة تراجم الرواة (١). وقد قام أحمد بن قاسم البوني باختصار مقدمات فتح الباري على البخاري (٢). كما جمع محمد بن أبي الحسن بن محمد العربي التلمساني حوالي خمسمائة حديث ووضعها في مائة واثني عشر بابا وسمى ذلك (الهادي للمهتدي) (٣). ويمكن القول إنه برغم عناية الجزائريين بالحديث، وبصحيح البخاري خصوصا، فإن تآليفهم فيه لا تقارن هذه العناية. حقا إن لهم أعمالا أخرى في السيرة النبوية عموما وبعض الأعمال المستمدة من الأحاديث، ولكن يظل ميدان التأليف في علم الحديث يكاد يكون خاليا إلا من بعض الأمور التقليدية مثل الشروح والحواشي والرسائل الصغيرة والأراجيز، ولا شك أن هناك بعض الأعمال التي فاتنا التنبيه عليها. ولعل في جهود الجزائريين في ميدان الأثبات والفهارس والإجازات ما يعوض هذا النقص في التأليف في علم الحديث.

[الأثبات]

شاع في الجزائر خلال العهد المدروس حفظ الحديث وإسناده وقراءته وإقراؤه. كما شاعت كتابة الأثبات أو (الفهارس أو البرامج) التي كان العالم يسجل فيها مروياته في الحديث بالسند، والكتب التي قرأها مثل صحيح


(١) دار الكتب المصرية، مصطلح الحديث، مجموع رقم ٥٢ من ورقة ٢٩ - ٤٧. وبناء على هذا المصدر فإن القوجيلي قد توفي سنة ١٠٨٠. انظر عنه فصل الشعر أيضا.
(٢) نسخة منه في مكتبة جامعة برنستون الأمريكية (قسم يهودا) رقم ٤٥٠. وعنوانه هناك هو (مختصر مقدمات فتح الباري). وهو بخط المؤلف بتاريخ ١١١٣. انظر أيضا فهرس الفهارس ١/ ١٦٩، وبروكلمان ٢/ ٧١٥، انظر أيضا ترجمة أحمد البوني في هذا الفصل.
(٣) نسخة منه في مكتبة جامعة برنستون الأمريكية (قسم يهودا) رقم ٥٦٨١ مجموع. وقد كتبه مؤلفه سنة ١١٥٦.انظر أيضا بروكلمان ٢/ ٦١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>