للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأن قوافي الشعر مني جنادل ... وكف الزمان منجنيق بها يرمى (١)

وهي من أحكم الشعر وأقواه في وقتها، ولعل هذه النغمة توضح لماذا غادر المنداسي الجزائر ساخطأ واستقر بالمغرب، رغم أننا لا ندري هل قال هذه القصيدة قبل أو بعد هجرته، وبالإضافة إلى ذلك فإن (ديوان ابن علي) يحتوي على بعض الشعر في الشكوى والاستغاثة. ومن ذلك قطع لجده ووالده في الشكوى، وشعر آخر لمحمد سعيد الشباح التلمساني في الاستغاثة، ونحو ذلك (٢).

ومن الشعراء الذين اشتكوا أيضا من الزمان وأهله بمرارة، المفتي الحنفي ابن علي، وهو يستحق منا وقفة مطولة هنا لأنه كان من أقوى شعراءوقته.

[ابن علي]

مصادر ابن علي قليلة جدا. فالذي يريد أن يدرس حياته لا يكاد يجد ما يساعده في هذا الباب سوى مصدرين الأول ما كتبه عنه معاصره وزميله وتلميذه أحمد بن عمار في (نحلة اللبيب بأخبار الرحلة إلى الحبيب). ونحن نعرف أن ما كتبه عنه هنا هو ملخص ما كتبه عنه مطولا في كتابه (لواء النصر في فضلاء العصر) الذي يعتبر الآن مفقودا. وقد نوه ابن عمار بابن علي كثيرا


(١) المكتبة الملكية - الرباط. رقم ٧٣٨٢، مجموع. ومنها أيضا نسخة في تطوان رقم ٢٥٦ مجموع، وقد ذكر أبو حامد المشرقي قصيدة في التشكي أيضا كتبها السنوسي بن عبد القادر بن دحو. انظر كذلك ك ٤٧١، الخزانة العامة الرباط، ٤٥١ - ٤٥٢.
(٢) كان جد ووالد ابن علي من الشعراء أيضا، أما محمد صعيد الشباح التنسي الأصل التلمساني المنشأ فلا ندري عنه الآن سوى أنه كان من الأدباء والشعراء، وأنه كان حيا سنة ١٠٥١ حيث وجدنا خطه على نسخة من كتاب (سحر البلاغة وسر البراعة)
لأبي منصور الثعالبي، وكانت بينه وبين ابن راس العين مراسلات انظر (مختارات مجهولة).

<<  <  ج: ص:  >  >>