بها أعيان المدن، وفي المشاعر التي عبرت عنها الصحافة والكتابات الفردية والمذكرات، وأبرزها جميعا هي روح المقاومة التي لم تخمد ولم تعترف بالهزيمة، ولم يكن الأشرف مهتما عندئذ بالثورات لأنها كانت تنبع من الريف وهو يبحث عن دور المدينة، ومهما كان الأمر فلا مناص من أن نعد كتابات الأشرف في باب الدراسات الإنسانية والتاريخية، وهي كتابات لم تجمع وتطبع بالفرنسية إلا بعد الاستقلال، وربما ترجم ونشر بعضها في مجلات تونسية أثناء الثورة، وإليك الآن عناوين البحوث كما ظهرت في الترجمة العربية للكتاب الذي سماه مؤلفه، الجزائر: الأمة والمجتمع.
[تاريخ الجزائر]
كنا ونحن طلاب في القاهرة نسمع باسم ونشاط مسعود مجاهد في مجال الكتابة ضد الاستعمار، وقد أصدر عدة كتب يغلب على الظن أنها كانت تنطلق من العاصمة الأردنية عمان، كان مكثرا من الكتابة، وكان يضيف إلى اسمه لقب (القاضي)، ولا ندري كيف استقبل الجمهور العربي المتعطش لأخبار الجزائر كتبه عن الاستعمار الفرنسي لأن العلاقات بين مصر (حيث كنت) والأردن (حيث كان) لم تكن على ما يرام، ولم يكن القاضي مجاهد - حسب علمي - يتولى أية مهمة لجبهة التحرير رغم الحاجة إلى أمثاله ممن خدموا في الإدارة الفرنسية في منصب عال، وقد كان هو قاضيا في الخروب قرب مدينة قسنطينة، وكان الحديث بين الطلاب حول دوره في المشرق لا يستطيع أحد أن يمنعه، فالإنسان أثناء الثورة متهم إلى أن يثبت العكس، خلافا للقانون الذي يقول بعكس ذلك.
والواقع أن قصة مسعود مجاهد في هذه الفترة تبدأ من البداية، من سنة ١٩٥٥ حين وجدناه قد أعد مشروعا لإنشاء جريدة سماها (الجزائر العربية)، واقترح أن تكون ليبيا كبلد تتوسط بين المشرق والمغرب هي مقرها، لكي تصل إلى القراء هنا وهناك بسهولة، وفي هذا الصدد، ورغم وجود الوسائط المعروفة في فترة الثورة، فإنه كتب مباشرة إلى الرئيس عبد الناصر رسالة يطلب فيها