للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبناء على المقالة فإن معمري وقع فيما وقع فيه عبد القادر حاج حمو (الاسم الحقيقي لعبد القادر فكري) حين مجد هو وأمثاله عمل الشاب معمري، وكادت تلك الكتابة (التمجيد) تقضي على مستقبل معمري باتهامه بالخيانة للوطن، إذ وصلته تهديدات وتساؤلات من الأوساط الوطنية الجزائرية (١).

[مولود فرعون]

ولد مولود فرعون في تيزي هيبل سنة ١٩١٣، وهو ابن فلاح فقير، درس في بلدت، ويغلب على الظن أنه درس على الآباء البيض في المنطقة، ثم في مدرسة ترشيح المعلمين ببوزريعة، وقد أهله ذلك لتولي وظيفة مدرس في الأربعاء ناثيراثن وإدارة إكمالية فيها، ثم مديرا لإكمالية بالمدنية في العاصمة، كما تولى وظائف إدارية محلية باعتباره (منتخبا بلديا) بالأربعاء، وقد زار فرنسا عدة مرات، وكان انتماؤه للحركة الوطنية (كانتماء مولود معمري) غير واضح ولا حاسم، ولكنه كان يشعر بإهانة الفرنسيين له وللأهالي عموما رغم أنه درس بلغتهم وكان يتكلمها بطلاقة ويكتب بها.

وفي يومياته تحدث عن شؤون الجزائر العامة كإضراب ١٩٥٧، وحالة المنتخبين البلديين الذين هددتهم الجبهة بالقتل فاستقالوا، وعن مسألة الاندماج مع الفرنسيين وعن الجزأرة، ووقع على بيان يطالب الجنرال ديجول بوقف إعدام ١٥٠ جزائريا، ولكنه كان يعتبر الثورة ضربا من العبث، اختلف مع كامو حول استقلال الجزائر فقد كان كامو يخشى أن تستقل الجزائر فلا يزورها إلا بجواز سفر فقال له فرعون إن المسلم الجزائري كان يسافر إلى فرنسا بجواز سفر، رغم أن المسلم الجزائري لم يعتبر نفسه في يوم من الأيام فرنسيا، اغتيل فرعون من


(١) أنظر المقالة في مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة الجزائر، العدد الأول، ١٩٦٩، ص ١٦٦ - ١٧٤، أما ترجمة حنفي بن عيسى فقد نشرت في مجلة الثقافة، ١٠٢، ١٩٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>